كتبت مها الشيخ
يصادف اليوم 19 اغسطس فقدان واحد من أهم شعراء العرب في العصر الحديث و الذي ارتبط اسمه بشعر المقاومة و الثورة و تصوير معاناة فلسطين من داخل أراضي 48 ليتقاسم مع محمود درويش شاعر القضية روح المقاومة و التحدى و النضال و تصوير ظروف بلادهم القاسية في ذلك الوقت و تميز بتنوعه و غزارة انتاجه الأدبي من شعر و نثر و قصص و مسرح.
نبذة عن الشاعر سميح القاسم
ولد سميح القاسم في مدينة (الزرقاء) بالأردن 11 مايو 1939 لعائلة تنتسب لطائفة الدروز, و عاش طفولته بقرية الرامة الفلسطينية و درس في مدارس الرامة الجليلية و الناصرة, و كان والده ضابطاً برتبةِ رئيس في قوّة حدود شرق الأردن و كان وقتها الضباط ينتقلون مع عائلاتهم و في يوم عودة الأسرة إلي فلسطين بالقطار و الحرب العالمية الثانية علي أشدها في ظل نظام التعتيم, بكي الطفل سميح فملئ الذعر بيوت الركاب خشية أن تصل اليهم الطائرات الألمانية. و وصل بهم الذعر حد التهديد بقتل الطفل حتي لجأ الوالد الي إعلان سلاحه في وجوههم لردعهم ،و تركت هذه الحادثة في نفسه أثراً عميقاً و قال : “حسناً لقد حاولوا إخراسي منذ الطفولة سأريهم سأتكلّم متى أشاء وفي أيّ وقت وبأعلى صَوت، لنْ يقوى أحدٌ على إسكاتي”.
حياة الشاعر سميح القاسم
تناول شعره الكفاح ضد الصهوينية حت بلغ الثلاثين من عمره و تم نشر ست مجموعات شعرية ألقت شهرة واسعه في العالم العربي, عمل مدرساً في بداية حياته و صحيفاً و عاملاً في خليج حيفا و انتقل إلي العمل السياسي و انضم للحزب الشيوعي و بسبب نشاطه الشعرى و السياسي سٌجن عدة مرات ووُضع تحت اللإقامة الجبرية و الإعتقال المنزلي و الطرد من عمله و تهديدات بالقتل داخل الوطن و خارجه، و كان من بين انتاجه الأدبي عدة روايات كما اهتم بإنشاء مسرح فلسطيني محاولاُ أن يصل برسالته الفنية و الثقافية و التي تحمل بين طياتها أيضاُ رسالة سياسية إلي العالم ليحاول تحريك الرأي العام للقضية الفلسطينية.
عمل سميح القاسم بالصحافة
كم أسهَمَ في تحرير “الغد” و”الاتحاد”، ثمَّ رئيس تحرير جريدة “هذا العالم” 1966. و عاد للأدب في “الاتحاد” ثم أمين عام تحرير “الجديد” و رئيس تحريرها.و قام بتأسيس منشورات “عربسك” بحيفا مع عصام خوري 1973، و أدار بمدينة حيفا المؤسسة الشعبية للفنون. عمل رئيساُ لاتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين. و عمل برئاسة تحرير الفصلية الثقافية “إضاءات” التي تم انشائها بالتعاون مع الكاتب “نبيه القاسم”. و عمل ايضاُ برئاسة تحرير صحيفة “كل العرب” في الناصرة.
إنجازات سميح القاسم
صدر له ما يزيد عن 60 كتاباُ في الشعر و القصة و المقالة و الترجمة و المسرح, و تم اصدار أعماله في سبعة مجلدات عن دور نشر بالقاهرة و بيروت و القدس
و تٌرجمت عدد كبير من قصائده إلى عدة لغات منها الفرنسية و العبرية و الإنجليزية و الألمانية و الروسية و اليابنية و غيرها, حصل علي العديد من الجوائز و عضوية شرف من مؤسسات مختلفة و منها “غار الشعر” من إسبانيا و جائزة “نجيب محفوظ” من مصر و حصل مرتين علي”وسائم الثقافة للقدس” من الرئيس ياسر عرفات.
أجمل ما كتب سميح القاسم
“منتصب القامة أمشي” أغنية الانتفاضة الأولي و التي تحمل كلماتها عبرات وطنية حماسية رددها الكبار و الصغار , كما غناها الفنان اللبناني “مارسيل خليفة” أثناء اجتياح لبنان 1978 و رددها اللبنانيون وقتها و كان لها تأثيراً في بث روح المقاومة لديهم.
وفاة سميح القاسم
و بعد صراع دام ثلاث سنوات مع سرطان الكبد و مع تزايد سوء الحالة الصحية, قضي نحبه 19 أغسطس 2014 و رحل عن عالمنا رمز من رموز الوطنية الخالصة و شاعر العروبة بلا منازع كما أطلقوا عليه.