منذ حوالي 20 عامًا، ارتدت «سمية» الأبيض، وزُفت عروسا إلى بيت زوجها، داعية الله أن يحفظه لها، ويرزقها بالذرية الصالحة، وتكون هذه بمثابة حياة سعيدة وجديدة،تعيش له ويعيش لها، وكان هدفها الأساسي هو بناء أسرة صغيرة مثلما كانت تحلم، ولأن «ليس كل ما يتمناه المرء يدركه»، تحول الحلم إلى كابوس بعد مرور 4 سنوات فقط من الزواج، إذ هجرها زوجها، بسبب السمنة المفرطة،التي كانت تعاني منها سمية، لتنقلب حياتها رأسا على عقب، بعد التعود على عيش حياة طبيعية، تنفذ خلالها جميع الأنشطة المختلفة، كالذهاب إلى العمل، والاهتمام بالمنزل، والزوج، وتربية الأبناء، لتعيش تشتتا كبيرا تصارع خلاله مرض السمنة المفرطة.
صدمة والعجز عاشتهما “سمية”
شهد مطلع القرن الحالي، أسعد الليالي واللحظات في حياة سمية عبد السميع محمد عزب، المقيمة في مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، حيث تزوجت السيدة التي تبلغ من العمر حاليا 48 عامًا، لكنها لم تكن تعلم أن الأيام تخبئ لها رحلة طويلة مع القسوة والوحدة، بعد مرور 4 سنوات فقط من الزواج، إذ تخلى عنها فارسها، وطلقها بعد علمه بإصابتها بمرض السمنة المفرطة.
حالة نفسية سيئة،عاشتها سمية،أحيانا بعد تخلي أشخاصا من حياتنا تتحول الحياة،إلي حياة بلا طعم، فلا يتوقف تدهور حالة سمية يوما بعد يوم، لدرجة أنها فقد القدرة على الكلام، لتتولى جارتها السيدة «أم معاذ» مهمة الحديث عن معاناتها، موضحا أن كابوس المرض الذي دمر حياتها، بدأت أعراضه بسخونية شديدة في الجسم، لتتنقل بين عيادات الأطباء بحثا عن تشخيص وعلاج لحالتها، واكتشفت بعد فترة أنها أصيبت بسمنة مفرطة، وأخذت الأعراض تتطور تدريجيًا، ويزيد وزنها بشكل ملحوظ، حتى أصبحت لا تستطيع الحركة، ولا تتمكن من أداء حاجتها بنفسها، إذ وصل وزنها إلى 260 كيلو.
أثّر مرض “داء الفيل” على صحة السيدة الأربعينية “سمية”، وباتت تلاحقها المزيد من الأمراض، على رأسها ضغط الدم، وضيق التنفس، وزادت مأساتها، عندما تركها عائل أسرتها، تواجه الأيام مع ابنهما الذي يبلغ من العمر الآن 16 عامًا، والذي انقطع عن دراسته بالصف الثالث الثانوي، لظروف والدته، مقررا التفرغ التام لمراعاتها، إذ لا يوجد إلى جوارها أحدا غيره، سوى جارتهما «أم معاذ»، التي تساعده على التكفل بحالتها.
سمية “أنا نفسي أخف علشان ابني”
قالت الجارة السيدة «أم معاذ»، إن سمية لا تملك غير معاش المطلقات، الذي يقدر بنحو 800 جنيه، وكانت تحتاج إلى إجراء عملية تكميم، تكفّل أحد الأطباء، ويدعي كريم فاروق، بنصف تكاليفها، وهي الآن في حاجة لإجراء عملية أخرى، حتى تعود لحياتها من جديد.
تتكفل «أم معاذ» برعاية جارتها «سمية»، لكنها لا تستطيع توفير مصاريف العملية، حتى تتمكّن من ممارسة حياتها، متحدثة عن أمل جارتها الوحيد في الحياة، وهو أن تعود لطبيعتها من أجل ابنها: «بقى تعبان نفسيًا من اللي بيشوفه في والدته، والمرض معذبها، ومفيش له حد في الدنيا غيرها، وهى مابقتش قادره تتكلم مع حد،الصدمة والقهر اللي شافتوا كان كتير عليها،كان كل آملها تشوف ابنها احسن ناس،وتعيش حياة مع جوزها زي أي اتنين متجوزين».