أكدت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذة العلاقات الدولية بجامعة القاهرة أن ضرب جسر القرم من الجانب الأوكراني لهو تصعيد خطير في مسار الحرب الروسية الأوكرانية، إذ يعد عملا إرهابيًا فالجسر منشأة مدنية آمنة لا تحتوي على أي انشطة عسكرية.
ورفضت الشيخ تسمية هذا التفجير بالاختراق الأمني لموسكو، موضحة أن الإرهاب فعل خسيس يتحين الفرصة المناسبة لتنفيذ خطته، وأن أنظمة العالم في معظمها تتعرض لحوادث إرهابية على رأسها فرنسا وأمريكا.
مبررات روسية لاستخدام السلاح النووي
وحول إمكانية دواقع بوتين لاستخدام السلاح النووي في الأراضي الأوكرانية، أوضحت الشيخ: مثل هذه الضربات تستهدف المدنيين، خاصة أن روسيا طالما كانت تحذر من استهداف المدنيين في إقليم الدونباس، وهو ما يتجاهله الجيش الأوكراني حتى الآن، لتعطي هذه الضربات المبررات إلى موسكو لإظهار شراستها في الحرب، واستخدام القوى النووية، بمبرر أكبر بأن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت القنابل الفسفورية في حربها على العراق.
وتابعت الشيخ في تصريحات خاصة لـ أوان مصر: روسيا لديها عقيدة نووية منشورة منذ يوليو 2020 ومن المعروف متى ستستخدم روسيا السلاح النووى، وما قاله الرئيس الروسى بوتين مشار إليه صراحة فى العقيدة، فهي تؤكد أن من حق روسيا أن تستخدم السلاح النووى فى حالات محددة ومنها تعرضها لهجوم نووى، أو تعرضها لهجوم تقليدى يهدد وجود الدولة الروسية.
وأضافت: تسمح العقيدة النووية الروسية باستخدام ما يعرف بالسلاح النووي التكتيكي، وهو انفجار نووي محدود، ليتم نشره في صراع تقليدي لجعل العدو يتراجع.
هل حققت روسيا أهدافها من الحرب الأوكرانية
تقول الدكتورة نورهان الشيخ: روسيا خققت أهدافها من الحرب الروسية الأوكرانية بشكل كبير، حتى ذهبت للتفاوض مع الأوكران برعاية أسطنبول خلال الفترة الماضية، إلا أن كييف رفضت شروطها.
وتضيف الشيخ: أهداف موسكو تمثلت في ضم الدونباس، وهو ما حدث باستفتاء شعبي، إلا أن هناك أماكن لا تزال تشتد فيها الحرب وتحرز قوات كييف التقدم فيها، ومن الأهداف الأخرى تدمير البنية العسكرية للجيش الأوكراني إلا أن الدعم الغربي لا يزال يحاول إسعافه، فضلاً عن منعها من دخول حلف الناتو.
هل لدى أوكرانيا أسلحة نووية .. وماذا يعني ردها على روسيا نوويًا؟
حول ما إذا ضربت موسكو كييف بالقنابل النووية، هل تستطيع الأخيرة، قالت الشيخ: أوكرانيا لا تملك رؤوس نووية، إلا أن هناك تقارير استخبارتية روسية أكدت أنه تم تحريك بعض الرؤوس من واشنطن إلى كييف، وإذا ما ضرب الأوكران روسيا بأي سلاح نووي فإن ذلك لا يعني إلا تورط حلف الناتو في الحرب ضد موسكو، وهو ما قد يؤجج حرب عالمية، لأن السؤال الروسي سيكون من أين تحصلت كييف على هذه الرؤوس، فالقوى النووية ليست لدا غير أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكوريا الشمالية وإسرائيل.
قدرات روسيا النووية
- وفقا لاتحاد العلماء الأميركيين، تمتلك روسيا مخزونا إجماليا للرؤوس الحربية النووية يبلغ 5977، وهو الأكبر في العالم.
- في المقابل، تمتلك الولايات المتحدة 5428 رأسا نوويا بينما تمتلك فرنسا 290 رأسا نوويا، بينما تمتلك المملكة المتحدة 225 فقط.
- نحو 90 % من جميع الرؤوس الحربية النووية مملوكة لروسيا والولايات المتحدة.
- تقول نشرة علماء الذرة إن الترسانة الروسية تضم 4447 رأسا حربيا، منها 1588 منتشرة على صواريخ باليستية وقواعد قاذفات ثقيلة.
- هناك ما يقرب من 977 رأسا حربيا استراتيجيا إضافيا، إلى جانب 1912 رأسا حربيا غير إستراتيجي محتفظ بها في الاحتياط.
- ومع ذلك، يقول الخبراء إن العدد الدقيق للرؤوس الحربية والأسلحة غير معروف بسبب السرية المحيطة بالاستراتيجيات والمخاوف الأمنية.
- تقول نشرة علماء الذرة إن الترسانة الروسية تضم 4447 رأسا حربيا منها 1588 منتشرة على صواريخ باليستية وقواعد قاذفات ثقيلة.
- هناك ما يقرب من 977 رأسا حربيا إستراتيجيا إضافيا، إلى جانب 1912 رأسا حربيا غير استراتيجي محتفظ بها في الاحتياط.
جسر القرم
وكان ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، حذر في يوليو الماضي من أن ضرب جسر القرم سيطلق العنان لسيناريو “يوم القيامة” في إشارة إلى إمكانية استخدام الأسلحة النووية.
ويشار إلى انفجار الشاحنة الذي وقع صباح السبت ألحق أضرارا جسيمة بهذا الجسر الذي يعبر فوق مضيق كيرتش، والذي يضم كذلك طريقا بريا ومسارا للقطارات، في ضربة إلى رمز مرموق لضم موسكو لشبه الجزيرة.
كما يمثل طريق إمداد مهم للقوات الروسية التي سيطرت على معظم منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، ومهم كذلك لمدينة سيفاستوبول الساحلية.
ويذكر أن روسيا ضمت القرم عام 2014، وافتتح بوتين الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترا ويربط شبه الجزيرة بشبكة النقل الروسية في احتفال كبير بعد ذلك بأربع سنوات.
ويصور الكرملين القرم، التي يتحدث سكانها اللغة الروسية، باعتبارها جزءا تاريخيا وعزيزا من روسيا، وتم التركيز على ترويج هذه الصورة بشكل خاص خلال العام الحالي، بعد انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير الماضي (2022).