يبدو أن رياح الانتخابات الإيرانية ستأتي بما لا تشتهي سفن الرئيس الإيراني حسن روحاني.
رغم قيامة بالتنبية المتكرر على أن إيران مقبلة على حالة إنهيار، وكان آخرها الخطاب الذي ألقاه أمام الآلاف في ساحة “آزادي” وسط العاصمة طهران، والذي قال فيه إن حالة عدم الاستقرار، إذا تم إجراء الانتخابات بطريقة “أحادية”، سوف تحدث “ثورة” وشيكة إذا لم يستطع الإيرانيون أن يصوتوا في انتخابات “سليمة وحرة”.
وتلوح في الأفق بوادر ازمات قد تقف أمام روحاني لينتخب رئيسا لفترة جديدة في إيران، كما اوضحتها صحيفة فرنسية.
واستعرضت صحيفة “لوجورنال دو ديمانش” الفرنسية، ثلاثة عقبات تقف في طريق ائتلاف روحاني، أبرزها الضغوط الأمريكية والعزوف عن التصويت.
الإيرانيون يعزفون
ويشكل عزوف الناخبين الهاجس الأكبر للنظام الإيراني في وقت تعيش فيه البلاد على وقع عقوبات اقتصادية خانقة.
وفي 21 فبراير الجاري، سيكون الإيرانيون على موعد مع انتخابات تشريعية لاختيار 290 نائبا من أصل 714 مرشحا، في معركة ستكون محتدمة بين المحافظين والإصلاحيين.
وقالت الصحيفة الفرنسية إنه على الصعيد الداخلي فإن “غالبية المرشحين الإصلاحيين لن يتمكنوا من الترشح، ما يهدد حكومة روحاني والمتحالفين معها”.
وقالت ذات الصحيفة، إن ثمة ع قبات من شأنها أن تصعّب الأمر على روحاني خاصة أنها لن تمكنه من الحصول على الأغلبية التي تؤهله لتشكيل الحكومة.
ويبذل ائتلاف الإصلاحيين الذي أوصل روحاني إلى السلطة عام 2013، جهودا حثيثة لتجنب خسارة غالبيته في الانتخابات المرتقبة.
ولدى النظام الإيراني تخوف يأتي في وقت عرفت فيه إيران انتكاسات متعددة، بدءا من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وفرض عقوبات اقتصادية على طهران، مرورا بمقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني في غارة جوية أمريكية بالعراق، وصولا إلى إسقاط طائرة أوكرانية بصاروخ إيراني ومقتل جميع ركابها.
وأكدت الصحيفة الفرنسية بأن روحاني يعلق فشله وانحرافات نظامه الفاسد على سياسة الضغط الأمريكية.
وأشارت إلى أن هناك عوامل أخرى تحول دون حصول روحاني على الأغلبية وهي رفض الشعب الإيراني نفسه لسياسته نتيجة لعدة أسباب، بينها، الأوضاع الاقتصادية، ودعوات بالعزوف عن التصويت، وفقدان الشعب الثقة في النظام.
ونقلت “لوجورنال دو ديمانش” عن أفكين ألافي، المتحدثة باسم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، قولها إن “ما يبحث عنه المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي هو تجانس سلطته من أجل مواجهة تحديات عام 2020 – الاتفاق النووي، ومواجهة الأمريكيين وجهاً لوجه”.
مستدركة: “لكن الانقسامات داخل النظام وحتى ميليشيات الحرس الثوري تكشف الضعف الحقيقي للنظام الإيراني، وتهدد بقاءه”.
استطلاع رأي
وأظهر استطلاع شبه رسمي إيراني، عن ارتفاع محتمل للامتناع عن التصويت بلغ 83%، قبل حذفه على الفور من وسائل التواصل الاجتماعي.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن المشاركة في الانتخابات التشريعية ستكون العنصر الرئيسي لقياس شعيبة النظام الحالي.
فيما تطرقت ذات الصحيفة إلى سبب آخر يتمثل في فقدان ثقة الإيرانيين بالنظام خاصة بعد حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية الشهر الماضي، الذي أنكرته طهران في البداية قبل الاعتراف بالمسؤولية، ناهيك عن ضعف الرد الإيراني على مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني.
ويعيش الإيرانيون حالة من اليأس والغضب، حيث انتفض الشارع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بسبب رفع سعر المحروقات، وردت أجهزة أمن النظام بقمع الحراك الشعبي، ما أسفر عن سقوط قتلى في صفوف المحتجين.