تشتهر مصر بالعديد من المنازل الأثرية، التي تجعل لها حس خاص وتاريخ خاص بالمحروسة، ومن ضمن كل هؤلاء المنازل، نستعرض لكم اليوم منزل زينب خاتون، الذي يقع عند زاوية تقاطع زقاق العينى مع شارع الازهر، بالأخص خلف الجامع الأزهر بمحافظة القاهرة يقع هذا المنزل، وهو يتعبر بمثابة نموذج للعمارة المملوكية، وبسبب جمال التصميم وروعة البناء جعله مقصدًا لتصوير الأفلام السينمائية والمسلسلات التيليفزيونية.
ويتميز هذا المنزل الخاص بـ الأميرة زينب بمدخله الذي يتكون من أثاث ضخم وعملاق، ويحتوي على نوع معين من الإزاز لا يمكن للضيف رؤية من بالداخل في المنزل، وهو ما أطلق عليه في العمارة الإسلامية القديمة “المدخل المنكسر”، وفور أن تمر من المدخل إلى داخل البيت ستجد نفسك في حوش كبير يحيط بأركان البيت الأربعة وهو ما اصطلح على تسميته في العمارة الإسلامية بـ “صحن البيت”.
من هي زينب خاتون
تعتبر زينب خاتون في بداية القصة، إحدى الخادمات الخاصة بـ محمد بك الألفي، أعتقها الألفي بك فتحررت وتزوجت أميرًا يدعى “الشريف حمزة الخربوطلي”، وأصبحت أميرة مثله بل وأضيف لقبًا إلى اسمها وهو خاتون أي المرأة الشريفة الجليلة، لذا أصبح اسمها زينب خاتون، واشترى لها زوجها منزل شقراء هانم حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون وسمي المنزل باسمها “منزل زينب خاتون” وكانت آخر من سكن هذا البيت قبل أن يضم إلى وزارة الأوقاف المصرية والتي قامت بتأجيره للعديد من الشخصيات، والتي كان منها قائد عسكري بريطاني يسمى بالجنرال “دوين” إبان فترة الاحتلال البريطاني لمصر في عام 1942، والذي قام ببناء النافورة داخل الصحن الرئيسي للمنزل أثناء استئجاره له.
تم بناؤه عام 1486م، في عصر المماليك، على يد الأميرة « شقراء هانم « حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون، وعندما بدأ الحكم العثماني لمصر توافد على البيت عدد من السكان كانت آخرهم زينب خاتون، وبعد وفاتها آل البيت إلى الأوقاف المصرية التي أجرته للعديدين منهم قائد بريطاني في زمن الاحتلال .
ويذكر في التاريخ دور زينب خاتون في النضال ضد الاحتلال الفرنسي عام 1798م حيث كانت تؤوي الفدائيين والجرحى الذين يلجأون إلى البيت أثناء مطاردة الفرنسين لهم، فقد عثر على بعض جثث للجرحى في سرداب تحت المنزل .
ويحوي الطابق الأول «مندرة» لاستقبال الضيوف من الرجال، واسطبل الخيل، والمزيرة «لحفظ المياه والمطبخ والطاحونة ومخزن الغلال، أما الطابق الثاني فيه مقعد الرجال (السلاملك) وهو عبارة عن شرفة واسعة تطل على صحن الدار، ومقعد الحريم (الحرملك) وهو أكثر رحابة واتساع، وينقسم الحمام في المنزل لثلاث أقسام: الحمام نفسه، غرفة التدليك وبها ملحق صغير للاستراحة وغرفة اللبس، ِأما غرفة الأميرة في الطابق الثالث فتتميز بزجاجها الملون متقن الصنع الذي يضيء الغرفة بألوان مختلفة حين يسقط ضوء الشمس عليه .
ويميز المنزل بصفة عامة القباب التي تعمل على توزيع التهوية في المنزل، وبالمشربيات التي تتميز بها العمارة الإسلامية المنزلية، وبالزجاج الملون الذي يشيع جو من الجمال في المكان .