ثلاثة عقود امضاها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك في سده الحكم في بمصر، والتي شهدت قصة صعود وهبوط رجل المؤسسة العسكرية، فكان له ما له وعليه ما عليه، فحفلت حياته بالكثير من الأحداث بدأت حتي الإطاحة به ثورة شعبية كبري في يناير 2011.
وتبرز “أوان مصر” قصة صعود وهبوط الرئيس الأسبق مبارك:
من مولده لـ نصر أكتوبر العظيم..
* ولد مبارك في الرابع من مايو لعام 1928 في قرية كفر المصيلحة في محافظة المنوفية، بمنطقة الدلتا شمال القاهرة.
* عقب انتهاء تعليمه الثانوي التحق بالكلية الحربية في مصر وحصل على البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1948 ثم حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الجوية عام 1950 من الكلية الجوية، حتي عين عام 1964 قائداً لإحدى القواعد الجوية
* بعد هزيمة يونيو عام 1967 عُين مديرا للكلية الجوية في إطار حملة تجديد قيادات القوات المسلحة المصرية.، ثم عين رئيساً لأركان حرب القوات الجوية المصرية وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى تعيينه قائداً للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع عام 1972.
* اشترك في التخطيط لحرب 6 أكتوبر حيث بدأ الهجوم المصري بعبور قناة السويس بدأ العمليات العسكرية بغارات جوية مكثفة ساعدت في دعم عبور القوات المصرية لقناة السويس واقتحام خط بارليف وهو ما كان له أثر كبير في تحويل مبارك إلى بطل قومي.
نائب لرئيس الجمهورية..
اختاره الرئيس السابق أنور السادات نائبا له في عام 1975، حيث كان له دوراً كبيراً في مفاوضاته مع إسرائيل إلى أن تم التوصل إلى اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 ومعاهدة السلام بين البلدين عام 1979.
اغتيل الرئيس السادات خلال عرض عسكري في السادس من أكتوبر 1981، وكان مبارك جالسا إلى جواره خلال العرض حين تعرضت المنصة الرئيسية لهجوم قتل فيه السادات بينما نجا الرئيس مبارك.
أعيد انتخابه رئيسا في استفتاءات شعبية أعوام 1987، و1993 و1999 حيث نص الدستور وقتها علي تحديد فترة الرئاسة بست سنوات، وفي عام 2005 أقدم مبارك على تعديل دستوري جعل انتخاب الرئيس بالاقتراع السري المباشر وفتح باب الترشيح لقيادات الأحزاب وأعيد انتخابه بنسبة كبيرة من أصوات الناخبين.
مهد الطريق للإطاحة بنفسه..
عانت مصر خلال فترة الخمس سنوات الأخيرة له وذلك بسبب الخلل التي احدثتة سياساتة مما أدي لتكوين معارضة ضده بعد انتخابات مجلس الشعب 2010 التي أسفرت عن انتخاب برلمان يسيطر عليه الحزب الوطني الحاكم بأغلبية كاسحة تزيد عن 90%.
وشهدت البلاد في يناير عام 2011 سلسة تظاهرات حاشدة امتدت أياما وبلغت أوجها يوم 28 من نفس الشهر، والذي سمي بجمعة الغضب وانتهى بفرض حظر التجوال ونزول الجيش إلى شوارع القاهرة ومدن أخري.
وظهر مبارك على شاشة التلفزيون في ساعة متأخرة ليعلن حل الحكومة، وفي 29 يناير 2011 أقدم مبارك على إجراء ظل يرفضه ثلاثة عقود وهو تعيين نائب له فاختار مدير المخابرات اللواء عمر سليمان للمنصب كما كلف وزير الطيران في الحكومة المقالة أحمد شفيق بتشكيل الحكومة.
السقوط السريع..
لم تجني خطابات مبارم “الاستعاطافية” جزء كبير من الشعب المصري خاصه بعد موقعة الجمل الشهيرة، ففي يوم 11 فبراير أعلن نائبه عن تخلي مبارك عن منصبه وتكليف المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد.
وعقب شهرين من تنحيه تم التحقيق مع مبارك في مكان إقامته بمدينة شرم الشيخ باتهامات تتعلق بقتل متظاهرين، واستغلال النفوذ ونهب المال العام.
وبعد قرار إحالته للمحاكمة ومعه نجلاه ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من معاونيه ظل مبارك يتلقى العلاج في المستشفيات العسكرية.
وظهر راقدا على سرير طبي أثناء حضوره جلسات محاكمته.
وفي الثاني من يونيو 2012، قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة مبارك بالسجن المؤبد لمسؤوليته عن قتل المتظاهرين وهي العقوبة ذاتها التي نالها وزير داخليته بينما برأت المحكمة المعاونين الستة لكن جرت تبرأة مبارك لاحقا من هذه التهمة.
وقضت المحكمة أيضا بانقضاء المدة في الدعوى المقامة ضد مبارك ونجليه بتهم استغلال النفوذ ونهب المال العام.
وخرجت مظاهرات غاضبة بعد النطق بالحكم احتجاجا على هذه الأحكام التي اعتبرها المحتجون أحكاما مخففة.
ونقل مبارك إلى مستشفى سجن طره حيث كان يقضي عقوبته.
إلا انه في النهاية خرج برئياً من التهم الموجهة إليه ولحقه بعد ذالك نجليه
وفاه مبارك..
وكان قد توفي منذ قليل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أثر صراع مع المرض دام أكثر من10 سنوات، وذلك بعد الإطاحة بحكمه عام2011 أثر قيام ثورة يناير,
وكان الرئيس الراحل قد تعرض لأزمة صحية دخل علي أثرها المستشفى وتم حجزه فى قسم الأورام، لإجراء فحوصات طبية، لتحديد حالته الصحية، بالأضافة إلي اجراءه عملية استئصال ورم فى المعدة، قبل رحيلة بأيام قليلة.
العملية الجراحية التي أجراها مبارك، لم تكن الأولي له ولكن في عام 2010، سافر إلى ألمانيا لإجراء جراحة عاجلة، لاستئصال المرارة، وورم حميد فى الإثنى عشر، وانتشرت شائعة وفاته على نطاق واسع، ورددتها بعض وسائل الإعلام الغربية، حتى خرج الفريق المعالج للرئيس السابق، ونفى تلك الشائعة.
وعقب ثورة يناير 2011، التي أطاحت به، تعرض لعدة أزمات صحية خلال محاكمته، في مايو 2011، تعرض لارتفاع في ضغط الدم، وإغماء بعد أن تزايد عدد المتظاهرين أمام مستشفى شرم الشيخ الدولي، ومحاولة اقتحامها.
وفي يونيو 2012، عقب نقله إلى سجن طرة، ذكرت أنباء الشرق الأوسط، بأن مبارك في حالة صحية خطيرة، وبأنه أصيب بجلطة في الدماغ، وأن قلبه توقف، وجرى إسعافه بجهاز الصدمات الكهربائية، وجرى دعوة أطبائه لرعايته في مستشفى السجن، وأثبت التقرير الطبي، أنه يصاب بنوبات متكررة من “الارتجاف الأذيني”.
في ديسمبر 2012، عانى مبارك من شرخ بسيط فى ضلوع الصدر، لم يحتاج إلى أى تدخل جراحي، وكذلك عدة كدمات غير واضحة، جرى علاجها فى مستشفى السجن، نتيجة سقوطه على جسم صلب، عقب سقوطه عدة مرات فى حمام غرفة الرعاية الفائقة المحتجز بها، في سجن مزرعة طرة.
وعاود المرض لمبارك مره اخري فى ديسمبر 2014، حيث أكد الإعلامى أحمد موسى، خلال إحدى حلقات برنامجه وفاة مبارك، لتنفي أسرته شائعة الوفاة، وأكدوا أن الأمر لم يتجاوز الوعكة الصحية المفاجئة، وسرعان ما استقرت صحته مجددا.
في ديسمبر 2015، تردت الحالة الصحية لمبارك، وهو ما صاحبه خروج شائعة بوفاته مجددًا، وخرجت الأسرة كالعادة لتنفي الشائعة، على لسان محامي مبارك فريد الديب، كما تعرض لأزمة أخرى عام 2016، بعد إصابته بنوبة سكر