شهد العالم تغيير في دينمايكية العلاقات الدولية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي حيث استغلت الولايات المتحدة الأمريكية الوهن الروسي واصبحت تسيطر وتقرر مصير العالم وتشكل عالم احادي القطبية وفق منظور النظام العالمي الجديد وكانت مخرجات الأنفراد الأمريكي في الحرب على أفغانستان مرورا بالعراق وامريكا الجنوبية وانتهاء بثورات الربيع العربي ودعم دول أوربا الشرقيه حتى تتمكن من فك الارتباط مع بقايا المعسكر الشرقي وهذا ما عبرت عنه السياسات الأوربية حول احتواء تلك الدول وخاصة دول جوار روسيا الاتحادية مثل رومانيا و اوكرنيا واسلوفاكيا والمجر.
وتسارعت الأحداث بشكل درامي حتى على مستوى قرارات مجلس الأمن والمنظور الأمريكي في مسألة السيطرة على القرارات ومسألة استعمال الفيتو من قبل الاتحاد الروسي وانزعاج الولايات المتحدة الأمريكية من الإدمان الروسي في استعمال هذا الحق خاصة في الأزمة السورية رعم تجاهل الاتحاد الروسي ذلك الحق في تدخل الناتو في ليبيا عقب إحداث 2011 وتمكنت الولايات المتحدة من تصفية حساباتها مع نظام القذافي حيث تم إسقاطة في ظل وهن روسي مركب والعالم اليوم بعد تسليم الولايات المتحدة الأمريكية لافغانستان لنظام طالبان الذي ترى فيه روسيا نوع من التهديد الغير مباشر .
وحصلت صحوة شبه استراتيجية في علم العلاقات الدولية من خلال استدراك الخطر القادم من الشرق وقادم من شريان كبير كان يمثل امتداد للاتحاد السوفيتي ليصبح مصدر تهديد للقلب الروسي الدي صمد أمام القوة المهيمنة على العالم لذلك كانت هذه الصحوة الاستراتيجية مبنيه على إعادة تشكيل منظومة عالمية يتمكن فيه الاتحاد الروسي من مقاومة التمدد الغربي على حساب الاتحاد الروسي فكان الرد الاستراتيجي الروسي في إعادة بناء جغرافيا سياسية ترسم حدود هذا الاتحاد مثل ضم جزيرة القرم والاعتراف ببعض الجمهوريات التي كانت تتبع النظام الاوكراني وهي تمثل غالبية من اوصول روسية وبذلك ترى في أوكرانيا مصدر تهديد للأمن القومي الروسي خاصة بعد اعلان الأخيرة الرغبة في الانظمام لدول الاتحاد الأوربي وهو بمثابة اعلان حرب على روسيا ولم تنتظر روسيا كثيرا حتى أعلنت عن عملية عسكرية لاسقاط النظام الاوكراني واحتلال هذا البلد الذي يمثل تهديد للأمن القومي الروسي وبذلك كانت رد فعل المجتمع الغربي والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائهم على المستوى الدولي بفرض عقوبات اقتصادية تبدأ بإيقاف امددات الغاز والنفط في اتجاه أمريكا وأوروبا وهنا لابد من الإشارة إلى تبني الولايات المتحدة الأمريكية مواجهة غير مباشرة مع روسيا والتهديدات في ضرب الاقتصاد الروسي قد تغيير فيه اللعبة الدولية بين المعسكرين المسيطرين على العالم فعليا.
وارجح قيام حرب عالمية ثالثة قد تكون محدودة في المواجهات العسكرية الا إنها سوف تكون حرب اقتصادية لم يشهدها العالم من قبل وقد تتحرك في ذلك الحلفاء لروسيا مثل الصين وكوريا الشمالية من أجل مواجهة التحالف الأوربي الأمريكي الذي يحاول توظيف الأزمة الاوكرانية وخير دليل على ذلك ارتفاع أسعار الغاز والنفط لمستويات لم يشهدها العالم عند سقوط العراق وليبيا كدول منتجة للنفط والغاز لذلك العالم مقبل على حرورب جديدة تستعمل فيها كل التقنيات الحديثة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من إعلان هذه الحرب….ويبقى السؤال الكبير ما مصير المنطقة العربية من هذا الصراع وكيف تتصرف الحكومات العربية حيال ذلك؟.