مرت صناعة الاثاث بـ محافظة دمياط بعدة مراحل على مدار عقود طويلة بداية من مرحلة التطور والنمو مرورا بمرحلة التدهور حتى وصلت الى مرحة الانحدار وعلى الرغم من جهود الدولة بالعديد من الإجراءات لانتشال تلك الصناعة العتيقة من الانحدار بإنشاء مدينة دمياط للأثاث إلا أنه وبعد مرور عامين ورغم الميزانية الضخمة التى رصدت لإنشائها إلا انه واجهت عدة مصاعب لم تمكنها من أداء الدور الذى انشئت من اجله وتحقيق الهدف المرجو منها.
رئيس شعبة الاثاث لـ «أوان مصر» نعمل على تصحيح مسار مشروع المدينة
قال سلامة الجحر رئيس شعبة الأثاث بالغرفة التجارية بدمياط لـ «أوان مصر» بعد تقديم الغرفة التجارية لدراسة بمقترحات الخروج من الأزمة الراهنة التى تواجهها صناعة الاثاث ، مضيفاً انه تم تقديم تلك الدراسة لكافة الجهات المعنية بإتخاذ القرار من أجل النهوض بتلك الصناعة التى تعانى منذ سنوات.
و أوضح الجحر أن الجهد الذى بذله ويبذله الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية من أجل بناء مصر الحديثة ودولة مختلفة عن ذى قبل .. مشروعات عملاقة للتنمية شقت صحارى مصر وبلغت منها مبلغا وتلك المشروعات تستهدف خلق حياة جديدة ومجتمعات عديدة وفرص عمل للالاف بل الملايين من أبناء هذا الوطن ولعل من تلك المشروعات التنموية مشروع مدينة دمياط للأثاث .
وقال أن مدينة دمياط للاثاث مشروع كبير ودمياط كانت بحاجة لتحريك المياه الراكدة ومساعدة تلك المهنة و العاملين بها في التحول من الحرفة للصناعة ولكن لإجراءات ما او لظروف ما لم تحقق المدينة تلك الاهداف وأصبحت بحاجة لتصحيح المسار حتى تعود بالنفع و بالخير على أبناء دمياط ككل.
وأشار الجحر إلى أن هناك اتجاه نحو تحقيق الاهداف التى أرادتها القيادة السياسية كباعث للتنمية لمحافظة دمياط ككل فهذه المحافظة محافظة صناعية كبرى و تحتاج لهذا المشروع لاستكمال بنيتها التحتية كي تنمو بقطاعها الرئيسي و هو الأثاث من خلال استكمال مجموعة عناصر أساسية منها إنشاء مركز تجارى ومجموعة من الخدمات – انشاء شركة عالمية لصناعة الأثاث – إنشاء منطقة الصناعات المغذية – إنشاء أكاديمية لتعليم وتدريب شباب بفكر جديد ومستنير للعمل فى تلك الصناعة .
تفاصيل إنشاء مركز تجاري للاثاث
وأكد على ضرورة إنشاء مركز تجارى للاثاث ” مول” داخل مشروع مدينة الاثاث مع ضرورة خلق تنوع كبير للشركات الموجودة بداخله بين الاثاث المنزلى و المكتبى و الفندقى وكافة مستلزمات التأثيث المختلفة مع الأخذ فى الاعتبار وجود نسبة لا تقل عن ثلثى الشركات التى ستتواجد فى هذا المركز من ابناء دمياط مع وجود نسبة أخرى من خارج دمياط ويتم وضع شروط كى تكون من الشركات الكبرى الناجحة والمعروفة ذات السمعة الجيدة والتى ستستفيد من وجودها داخل كيان بهذا الحجم مما يساهم فى المنافسة المباشرة والاحتكاك الذى يرتقى بتلك الصناعة.
وأضاف : لابد من إستقطاب شركة عالمية فى مجال تصنيع الأثاث وتخصيص مساحة بأراض المصانع تكون مناسبة لتلك الشركة بتسهيلات كبيرة ويتم التفاوض بشأنها مع وضع شروط فى العقد مع هذه الشركة تحدد نسبة العمالة الدمياطة بالمشروع بما لا يقل عن 90% وفى الادارة عن 50% وهو الامر الذى سيكون له آثار عظيمة على مدار فترة تواجد هذه الشركة فى المدينة حيث ستقوم بتفريخ كوادر فنية وإدارية تخرج لسوق العمل مدربة ومؤهلة للعمل وفقا لانماط إنتاجية وإدارية حديثة كما ستبدأ هذه الشركة فى تصدير الأثاث الذى سيحمل علامة “صنع فى مصر” ، وتكتمل تلك الفكرة بإنشاء أكاديمية فنية متخصصة فى صناعة الأثاث وذلك لإمداد القطاع بكوادر فنية وإدارية متخصصة ومتطورة .
وحول وجهة نظره في تلك المقترحات وانها ستعدل مسار مدينة دمياط للأثاث قال الجحر : بالتأكيد.. فتلك الخطوات التنموية ستنقل محافظة دمياط ككل من منطقة لمنطقة آخرى وستعيد دمياط كمركز هام من مراكز الاثاث ليس فقط فى مصر وانما فى المنطقة ككل وستعود دمياط داعمة وبقوة فى الاقتصاد المصرى مثلما كانت وبشكل أقوى من ذى قبل.
وقال : هناك مشكلات حقيقية يشعر بها كل العاملين فى مجل صناعة الاثاث وتؤثر على أبناء المحافظة ككل وخاصة وان صناعة الاثاث هى عصب الاقتصاد بالمحافظة تؤثر على كافة مناحى الحياة.
ومن المشكلات التى تواجهنا هى غياب العلم عن قطاع كبير من الوحدات الانتاجية فضلا عن ندرة الكوادر الإدارية والفنية وتحول جزء كبير من رأس المال الى قطاعات اخرى وغنحسار القدرة على التفاعل مع مستلزمات ومدخلات الانتاج الحديثة بسبب الاعتياد على الأساليب الإنتاجية القديمة وإنخفاض مستوى التدريب والاعتياد على الاساليب التقليدية وعدم وجود مدارس فنية فعالة وندرة اعداد الخريجين من كلية الفنون التطبيقية وضعف الابتكار فى التصميم وارتفاع تكاليف الانتاج وصعوبة الحصول على رخص التشغيل وظهور بعض الظواهر السلبية التى أثرت على بيئة قطاع الاثاث مثل السماسرة.
وحول أبرز مقترحات الدراسة والحلول التى قدمتها قال الجحر : استكمال ما يتم حاليا من عمليات التطوير المختلفة بالمحافظة من طرق ومرافق واماكن تقديم الخدمات
وأن تتولى إحدى الجهات المنوطة بالتحديث والتطوير برنامج يتم تخصيصه للتوعية باهمية التسويق والاهتمام بمنظومة التعليم الفنى بدمياط لإمداد القطاع بالكوادر المدربة، كما يجب ان يتم إعداد عرض تقديمى جيد يتم تجهيزه بشكل احترافى لائق لاظهار قيمة هذه الصناعة بدمياط وقدرات ومهارات ابنائها فى اطار شيق وجذاب ولابد ان تقوم المكاتب التجارية المصرية بكافة انحاء العالم بالتسويق لصناعة الاثاث وفتح افاق جديدة لها فى كل البلدان.
وتعد المعارض الخارجية واحدة من الأدوات الفعالة ايضا ولابد من اهتمام هيئة المعارض والمجلس التصديرى وهيئة تنمية الصادرات بها وهى جهات مسئولة عن الترويج للمنتجات المصرية كافة.
كما أن الأسابيع التجارية والبعثات من ابناء هذه المهنة وباهداف مختلفة ما بين اكتساب الخبرات ونشرها وخاصة عندما تكون بعثات لدول متطورة وكذلك العمل على حل مشاكل المصدرين المتعلقة ببعض الجهات الحكومية كمصلحة الضرائب فيما يتعلق بمشاكل رد الضريبة وكذلك اهمية وجود برنامج مساندة طموح وملائم للمصدرين من قطاع الاثاث بدلا من البرنامج الحالى.
فضلا عن اعادة تفعيل دور مركز تكنولوجيا الاثاث فيما يخص عمليات اصدار واعتماد جودة المنتجات وتفعيل دور الامن فى مواجهة ظاهرة السماسرة التى تؤثر سلبا على تلك الصناعة لاستخدامها البلطجة فى توجيه الزبائن لمعارض معينة وترويعهم إذا لم ينصاعوا لهم.