تهل علينا اليوم ذكرى انتصار العاشر من رمضان، والذي وافق السادس من أكتوبر عام 1973، ولم تكن هذه الحرب مجرد حرب عابرة في تاريخ العسكرية المصرية المليئة بالبطولات، بل كانت حدثا فريدا من نوعه أثار العالم أجمع، وجعله يعيد ترتيب حساباته في الأمور العسكرية والاقتصادية والسياسية.
على مر التاريخ الإسلامي كان شهر رمضان توقيتا لأعظم الانتصارات في التاريخ، ففي شهر رمضان كانت غزوة بدر الكبرى عام 2هجرية، وفتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة في رمضان من العام الثامن من الهجرة، كما أن تصدي مصر لغزو المغول على العالم كان في معركة عين جالوت في رمضان عام 658هجرية، وأخيرا كان انتصار أكتوبر عام 1973 في رمضان 1393هجرية .
غزوة بدر الكبرى
يوم 17 رمضان كانت هذه المعركة هى الانتصار الأول للمسلمين في تاريخهم الحربي، فقتل من جيش قريش 70 ووقع مثلهم في الأسر من أصل ما يقرب من ألف مقاتل، فيما استشهد 14 صحابيا من المسلمين، من 313 كانوا عدد المسلمين في تلك المعركة، وأكسب الانتصار في تلك الغزوة روحا معنوية عالية للمسلمين، أعطتهم الثقة في أنفسهم لمواجهة أعدائهم من يهود المدينة الذين كانوا يكيدون للمسلمين، وكذلك مواجهة قريش أخرى.
فتح مكة
في 20 رمضان عام 8 هجرية، قاد النبي صلى الله عليه وسلم 10 آلاف مقاتل لفتح مكة، بعد أن نقضت قريش صلح الحديبية مع حلفاء النبي، واعتداء قبيلة بني بكر حلفاء قريش على قبيلة خزاعة حلفاء المسلمين.
ودخل النبي مكة بعد أن استسلم أهلها وعلى رأسهم سيد مكة أبوسفيان بن حرب، وهنا ظهرت أخلاق النبي في التعامل مع قومه حينما عفا عنهم جميعا، رغم ما فعلوه به وبأصحابه قبل هجرته إلى المدينة.
وكان فتح مكة هو بداية سيطرة الإسلام على الجزيرة العربية بأكلمها، وانتهت أكبر قوة مناوئة لانتشار الإسلام بين العرب.
فتح الأندلس
لم يمر قرن على الهجرة إلا وكان الإسلام قد وصل إلى الصين شرقا، وإلى المحيط الأطلنطي غربا، وفي 28 رمضان عام 92 هجرية كانت جيوش المسلمين بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير تقرع أبواب أوروبا عن طريق الأندلس(إسبانيا والبرتغال حاليا)، فعبر طارق بجيشه المضيق الذي عرف باسمه ليلاقي جيوش القوط ويهزمها في معركة وادي لكة والتي فتحت الباب أمام المسلمين لفتح شبه الجزيرة الأندلسية.
وظلت الحضارة الإسلامية في الأندلس لمدة 8 قرون، وكانت أحد أهم معابر الحضارة بين المسلمين وأوروبا، وانتهت الحضارة الإسلامية في الأندلس بسقوط مملكة غرناطة في 2 يناير 1492ميلادية، على يد الملكين فرناندو وزوجته إيزابيلا.
حرب أكتوبر 1973
بالانتقال إلى العصر الحديث نجد أن أعظم الحروب التي حدثت في رمضان هى حرب السادس من أكتوبر 1973، والتي وافقت العاشر من رمضان عام 1393 هجرية، حيث عبرت قوات الجيش المصري خط بارليف ودمرت نقاط الدفاع الإسرائيلية شرق القناة، وعلى الجبهة السورية وصلت قوات الجيش السوري إلى مدينة القنيطرة.
وبعد مفاوضات طويلة استعادت مصر أرضها كاملة من دولة الاحتلال الإسرائيلي، كان ذلك نتيجة للانتصار في تلك الحرب العظيمة، التي أعادت لمصر هيبتها العسكرية التي فقدتها عقب حرب 5 يونيو 1967.
اقرأ أيضا: