في فترة ما ، درسنا شيئا من علم التسويق ، جاءنا فيه ، أنه بدأ في كل شيء، التسويق لكل شيء ، إلا الدعاية الطبية أو للمنتجات الطبية ، عيادات أو مستشفيات أو أطباء.
كان ذلك كذلك لأن الطب اعتبر عند الجمهور ولفترة طويلة أنه يمت بصلة وثيقة للسيدة (سامية ونبيلة ).
فلما افترض أن الدعاية واجبة مع اعتبار الطب مهنة عادية (عند الجمهور) وتنوعت الخدمات، ومقدموها، وظهرت المنافسة، بدأت الدعاية الطبية على استحياء في السبعينيات ، ثم تغولت أو توحشت على حد تعبير أحد الزملاء أمس.
أنا – في الرأي المعلن على الأقل- لست مع ولا ضد ، لكن وجهة نظري وما قصدت قوله أن الدعاية عندما تفقد الاحترافية تعطي مردوداً سيئا على الأقل عند المتعلمين أو المحترفين، ممن لديهم حس مناسب لمعرفة الغث من الثمين.
ومنذ عشر سنوات على الأقل – لكن غالبا قبل ذلك بسبب طبع خاص عندي- أقرأ وأتابع أي دعاية لأي شيء، وبعين ناقدة، للمضمون أو اللغة أو الذوق العام – إن استطعنا استعمال هذا المصطلح حاليا.
تبقى أن نضيف أن هذا النقد أولا يكون لأهل الصنعة ، أو شركة الدعاية وافتقادها الاحترافية ، وثانيا للطرف المُعلن الذي افتقد رؤية تجعله ينتقي أو ربما استرخص .
وفي ظروف كثيرة جعلتني أحتك بشكل أو بآخر مع شركات دعاية أستخلصت منها أن نسبة غير قليلة منهم تفتقد الاحترافية وأنهم قد يضرون أكثر مما ينفعون.
لماذا كل ذلك؟! لأن الدعاية كعمل إعلامي أو فني يحتمل فيه وجهات نظر متباينة ، وغير موضوعية ، فكيف له أن يختار اسلوب دعائي يكون الاتفاق عليه عند أعلى نسبة من الجمهور ولن يتفق الجمهور على أية حال ، خاصة في جمهور متباين وبينه اختلاف في تفاصيل كثيرة حتى كما أشرت من قبل ربما افتقد الرأي أو الذوق العام أصلا.
وأشد الأمور التي يجب أن يتجنبها المعلنون، إهانة فئة أو لون أو عرق من المجتمع مما يثير حالة استياء تضر بالمُعلِن والمُعلَن عنه.