في خضم التطورات ووسائل الاتصال المختلفة والمتعددة بات من الممكن الاتصال بمن تشاء حتى لو كان بالطرف الثاني من العالم ليس هذا وحسب بل تشاهده تتكلم معه ، والحديث عن التغييرات والمشاكل التي أحدثتها التطورات والتكنولوجيا ليس بجديد، فقد تنوعت الاقلام واختلفت بشروحها وتفسيرها، والانسان المصري واحد من البشر الذين تأثروا سلبًا كان او ايجابًا بها، وربما السلبية فاقت ايجابيتها، كون المجتمع المصري محافظًا على تقاليد وأعراف المجتمع .
وقد أنتج دخولها علينا بتدفق وبشكل سريع مشكلات اجتماعية وأخلاقية كثيرة أرجعها عدد من علماء النفس والمثقفين إلى الاستخدام السيّئ لوسائل الاتصال الحديثة، فبدلًاً من أن تعطينا معرفة ومعلومات وانفتاح ذهني على العالم اخذت منا الألفة والمحبة والتلاحم الأسري، وسرقت الحشمة والحياء والبراءة من اغلب شبابنا وبناتنا على وجه الخصوص، إذ يعد الحياء من الصفات التي تمتعت بها الفتاة العربية وتميزت بها عن نظيراتها في العالم بسبب البيئة والتربية وفق تعاليم ومفاهيم الدين والشريعة الإسلامية السمحاء.
ما الأسباب التي دفعت بعض الفتيات اليوم للتخلي عن الحياء أو قلّته بعد أن كان زينة الفتاه وتاجها، وما هي نسبة تأثير وسائل الاتصال عليهن وهل عدم الحياء له علاقة بقوة الشخصية، ويسهم بنضج الفتاه وتحقيق أحلامها مثلما يتصوره البعض؟سنحاول الوصول إلى اجابة في السطور التالية.
لكل زمان دجاله ودجال هذا الزمان بلا منازع هو السوشيال ميديا ، أصبحت البيوت مفضوحه ، ولعلنا نتسائل ما هو الذي يدفع البعض ان يقول لزوجتة اني احبها على السوشيال ميديا ؟ وما الذي يدفع الزوجة ان تتباهي بانه احسن اختيارتها ؟ ببساطة لاننا نقول للناس وليس لانفسنا لاننا لو صادقين فعلا فلسنا بحاجة أن نفعل ذلك.
. كارثة التكسب من السوشيال ميديا جعلت فتيات كتير تتعري وترقص وامهات تسقف .. واباء يغربون بوجوههم الناحية الاخري عن افعال ابنائهم، جعلت ازواج اقل ما يوصف بانه ديوث بتصوير دويتوهات توصف ادق تفاصيل حياتهم بما فيها حياتهم الخاصة ، حلم الفلوس والشهرة ورؤية الناقص وهم يراود الكثير .
ثالثا و الاهم ، رؤية أشخاص من قاع المجتمع اصبحوا بلوجرز ويوتيوبرز ،العين تري، والقلب يشتهى السوشيال ميديا هو الراعى الرسمى لمد العين الناسف للرضا والجالب للسخط والتذمر على كل النعم ، والبحث عن تحقيق ذلك بطرق دنيئة .
الرابط الأساسي الذي يجمع كل هذه الفضائح ما يعرف بـ “جنون ركوب الترند” والذي يقصد به تحقيق ترتيب متقدم على قائمة وسائل الإعلام وتحقيق أعلى نسب مشاهدات وزيارات ومن ثم يترجم هذا الإقبال الجنوني إلى أموال ملوثة يجنيها هؤلاء المنحلين الذين تجردوا من أدنى معاني الشرف والأخلاق وسمحت لهم ضمائرهم بارتكاب الرذائل والموبقات لتحقيق أوسع انتشار في منافسة رخيصة مع مواقع الإباحية .
وفي واقع الحال فإن سقف الحرية المرتفع الذي أتاحه “الإنترنت“، بفضائه الرحب و تسهيل وصول أي مستخدم إلى ملايين المشاهدين في وقت واحد ، هو ما شجع هذه الشريحة من عديمي الأخلاق وبائعي الهوى لممارسة مثل هذه الأنشطة المنحطة دون أي اعتبار لهدم قيم اجتماعية أو نشر الرذيلة.
والمسئولية للحد من تلك الأفعال مشتركة بين الاسرة والدولة، جانب الاسرة عليك كرب اسرة أن تسأل نفسك كم مرة راجعت هاتف ابنائك كم مره سألت نفسك هل تمتلك ابنتي حسابا علي تيك توك أو ما شابة من التطبيقات وان كانت الاجابة بنعم ما المحتوي الذي تتابعة أو تقدمة علي مثل هذا التطبيق أو غيرة، فالحقيقة ان اغلبهم يتابعون اشياء غير سوية بل ويقدمون فيديوهات غناء أو رقص أو ما شابة ذلك..
واما فيما يخص الدولة يجب أن تأخذ كل ما يلزم من إجراءات وسن التشريعات الكفيلة بضبط الأداء الإعلامي واحكام السيطرة على هذا الفضاء الإليكتروني الواسع لدرء أي خطر يحدق بالأجيال الناشئة والذين تأثروا بصورة غاية في السلبية بتطبيقات مثل “تيك توك” وأغاني “شاكوش” و”بيكا” و”شطة” .. فلم يكن ينقصهم مثل هذه الكوارث الأخلاقية
إولنتذكر دائما أن مجد الأوطان يبنى على الفضيلة .. فسحقاً وجحيماً لأرباب الرذيلة.