ممارسة الفن ودمجه مع التعليم مهارة تتطلب الصبر خاصةً عند تعليم وتدريب الأطفال، أفكار وطرق ورسم الحياة بما تراه العين ويتخيله العقل و بمهارة أصابع رسام موهوب من الدرجة الأولى ومعلم شاب بأحد المدارس استخدم أحبار الأقلام ليرسم على السبورة بتمكن أبهر طلابه وكل من يراه وهو يرسم ويخط على سبورة الفصل، فالرسم بقلم السبورة أمراً صعباً فهناك من تهتز يداه وهو يكتب بقلم الحبر ولكن أن ترسم دون إعوجاج أو اهتزاز ليصل معلومته للطالب ويعلمه كيف يتحكم فى يداه وهذا لا يستطيع فعله إلا معلماً ورساماً موهوباً.
“أحمد الحديدى” الفنان الموهوب والرسام الذي يبلغ من العمر 25 عاماً ابن محافظة دمياط الذى حول السبورة فى حصة الرسم إلى لوحات فنية بالحبر مستعيراً برسومات من الطبيعة والحياة اليومية فكل رسمة تعبر عن قصة وهدف، فكان الرسم موهبته من الصغر ويعد رفيق دربه فهو يحاكى حياته ويصفها بالرسم، واستخدم هذه الطريقه مع طلابه حتى أصبح لديهم شغفاً بالرسم والفن.
والتقت عدسة “أوان مصر” بالفنان التشكيلى أحمد الحديدى الذى أصبح قدوة إلى طلابه ليروى رحلته مع فن الرسم ويبدأ قائلاً: الرسم هو موهبة يمنحها الله للإنسان فهو موهبتى ومجال عملى ومصدر رزقى، ومن حبى وشغفى بالرسم التحقت بكلية التربية النوعية الشعبة الفنية بجامعة دمياط، وبعد تخرجى قدمت للعمل كمدرس رسم بأحد المدارس الخاصة بدمياط وبالفعل قُبلت وعينت بها، وبدأت أسس تلاميذى على أساسيات الرسم وأصبحت حصة الرسم بالنسبة لهم هى حصة إبداعهم وتنمية خيالهم وأفكارهم كما أنها باتت كوقت ترفيهى لديهم.
“السبورة هى لوحتى الفنية وشاشة بهجة وانبهار لطلابى بالمدرسة” بهذه الجملة أكمل “الحديدى” حديثه ليعبرعن شغفه لتعليم طلابه، مضيفاً دائماً أحرص على تجديد الأفكار واحاول على قدر الإمكان أن اصف الواقع لطلابى عن طريق الرسم مثلا رسمت لهم رسمه تعبر عن الكورونا والوضع الحالى بإنسان يرتدى كمامة وتتلاشى الحياة من حوله، لأنبهم لأخمية إرتداء الكمامة، وغيرها من الرسومات عن الطبيعة والحيوانات ورسومات تعبر عن الأمل.
وأكمل “الحديدى” شاركت فى معارض جامعية ومعارض بالأوبرا والأهرام ولدى معرضى الخاص وأصبح مصدراً لدخلى وحلم حياتى، وبدأت فى العمل كمدرساً منذ عام، فهدفى من تعليم الرسم هو تنمية الإحساس الفنى لدى الطلاب والإستمتاع بالقيم الجمالية ومعرفة مواطن الجمال كما أن الرسم والفن له تأثير نفسى يساعد الطلبة على تجديد أفكارهم والجانب الإبداعى لديهم، ومن المواقف التى لم أنساها أن فى يوم جاء لى بعض الطلاب الكارهين للرسم ولم يمتلكوا موهبة قائلين “أصبحنا نحب الرسم بسببك” هذه الجملة أثرت فى وشعرت بالفرحة وبالفعل هؤلاء الطلاب تحسنوا فى الرسم لكثرة ممارستهم له.
وأنصح أولياء الأمور أن ينموا مواهب أطفالهم منذ الصغر فالموهبة تتطلب الممارسة ولا تقع من السماء، ومن الممكن أن تفتح هذه الموهبة مجالاً للعمل وتصبح مشروعه الخاص، كما أن تنمية المواهب تعد علاج نفسى فعال وتساعد على التركيز والدقة والصبر، فسوق العمل الأن ليس متمثلاً ولا مقتصراً على الدراسة فمن يمتلك موهبة أو حرفة يستغلها لتكون مصدراً لرزقه.