كتب محمود معروف
حفلة التخرج.. تركن أماكنهن بسيرة طيبة عطرة، لأن الخير في أمة النبي محمد إلى يوم القيامة، والتغيير في الأحداث التقليدية أمر مهم، وهذه المرة طالبات الأزهر يرسمن المستقبل.
حيث تداولت إحدى طالبات الدفعة 51 طب بنات بجامعة الأزهر، صورة لإيصال يوضح إسهام الطلاب للجامعة، بشرائهن جهازًا للغسيل الكلوي لمستشفى جامعة الأزهر بدلًا من حفل التخرج، وذلك عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
طب الأزهر يترعن بشراء جهاز غسيل كلوي
وتواصل «أوان مصر» مع إحدى الطالبات (آية عبد الرحمن) اللاتي تبرعن، حيث أكدت أنهن فكرن في تلك الفكرة بشكل كامل بالتنسيق مع باقي الدفعة، خاصة وأن تلك الفكرة هي الأولى من نوعها.
وقالت «آية» :”الحمد لله قدرنا نجمع 185000جنيه، ودا بمجهود البنات بدل ما نعمل حفلة تخرج يوم وهينتهي، وحاولنا نعمل حاجة تنفعنا وتنفع غيرنا».
في سياق آخر، قال شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، خلال استقباله أمس الأربعاء، الدكتور قطب مصطفى سانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، أن العالم العربي والإسلامي يجب أن يعتز بهويته وثقافته، وأن يكون يقظًا أمام هجمات الغزو الثقافي والفكري الذي يحاول أصحابها فرض ثقافاتهم على مجتمعاتنا الإسلامية التي لها شخصيتها المستقلة الخاصة.
وأكد احمد الطيب، أننا الآن في معركة التيه التي بات فيها بعض شبابنا بلا هوية فلا هم شرقيون ولا هم غربيون، مؤكدًا أن تراث المسلمين وتاريخهم يزخر بما يجعلهم يفتخرون به، ويكفل لهم سبل التقدم والفلاح، ويدعوهم إلى الاستفادة من المستجدات ومواكبة العصور.
معالجة القضايا المعاصرة
وأشار الطيب الى دور علماء الدين قائلاً “إن علماء الدين على عاتقهم دور كبير ومهم في معالجة القضايا المعاصرة، والتعامل مع القضايا المستجدة بما يناسبها من أحكام فى ضوء مقاصد الشريعة وقواعدها العامة، وتحقيق مصالح الناس، وأن الأزهر يضطلع بهذا الدور على مدار تاريخه الذى يمتد لأكثر من ألف عام”.
ومن ناحية اخرى دعا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، المجتمع الدولي والأفريقي والعربي والإسلامي لتحمل مسؤولياتهم والتكاتف ومساندة مصر والسودان في الحفاظ على حقوقهما المائية في نهر النيل، والتصدي لادِّعاء البعض مِلْكيَّة النهر والاستبداد بالتصرف فيه بما يضر بحياة شعوب البلدين، مشددًا على أن الأديان كافة تتفق على أنَّ مِلْكيَّة الموارد الضروريَّة لحياةِ الناس؛ كالأنهار هي ملكيَّةٌ عامَّة، ولا يصحُّ بحالٍ من الأحوال، وتحت أي ظرفٍ من الظُّروفِ، أن تُترك هذه الموارد مِلْكًا لفردٍ، أو أفرادٍ، أو دولةٍ تتفرَّدُ بالتصرُّفِ فيها دون سائر الدُّول المشاركة لها في هذا المورد العام أو ذاك.
وأكد الإمام الأكبر – في بيان – أن «الماء» بمفهومه الشامل الذي يبدأُ من الجُرعة الصغيرة وينتهي بالأنهار والبحار- يأتي في مُقدِّمة الموارد الضروريَّة التي تنصُّ شرائع الأديان على وجوبِ أن تكون ملكيتُها ملكيةً جماعيةً مشتركة، ومَنْع أن يستبدَّ بها فردٌ أو أناسٌ، أو دولةٌ دون دولٍ أخرى، مشددًا على أن هذا المنع أو الحجر أو التضييق على الآخرين، إنما هو سَلْبٌ لحقٍّ من حقوقِ الله تعالى، وتصرفٌ من المانعِ فيما لا يَمْلِك، وأنَّ مَن يستبح ذلك ظالم ومعتد، ويجب على الجهات المسؤولة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا أن تأخذ على يديه، وتحميَ حقوق الناس من تغوله وإفساده في الأرض.