حالة من الرفض والغضب، يشهدها الوسط الفني في تونس؛ بسبب قرار وزارة الشؤون الثقافية التونسية، بإلغاء الدورة الرابعة والثلاثين من أيام قرطاج السينمائية، قبل أيام من انطلاق المهرجان.
وقوبل القرار بالاستياء والرفض من صناع الأفلام مع دعوتهم لإعادة النظر في القرار، وأصدرت جمعية المخرجين السينمائيين التونسيين، بيانًا اليوم الجمعة، عبرت فيه عن رفضها القاطع للقرار ووصفته بالمتسرع، مطالبين وزارة الشؤون الثقافية إلى إعادة النظر فيه.
كواليس تابعات قرار إلغاء مهرجان قرطاج في تونس
ومن جانبه قال الصحفي والإعلامي الثقافي التونسي، حبيب الطرابلسي، في تصريحات خاصة لـ”أوان مصر” إن قرار وزارة الشؤون الثقافية كان صادمًا لكل السينمائيين والنقاد؛ لأنه لم يكن يتبقى على المهرجان سوى 7 أيام فقط، وذلك على الرغم من إلغاء كل الاحتفاليا و”الريد كاربت” في المهرجان، تقديرًا للأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية، والحرب المشتعلة بين فلسطين وإسرائيل، مفيدًا بأنه لم يتم تبليغ أي حد حتى الزوار قبل الإعلان عنه، والكل اتفاجأ.
وأضاف حبيب، أن القرار صدم الجميع؛ لأنه ليس له مبرر بالنسبة للجميع، خصوصًا وأن المهرجان يعتبر واجهه قوية لتقديم السينما والأفلام الفلسطينية للعالم، خاصةً وأن هذه النسخة كان بها فيلم “جنين” للمخرج الفلسطيني محمد بكري، وكان مقررًا أن يكون فيلم الافتتاح والمسابقة، فكان العالم سيرى من خلال الفيلم حقيقة الأوضاع خصوصا وأنه يعرض تصوير كل ما حدث في معركة جنين التي تمت بين الجيش الإسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين خلال عملية الدرع الواقي عام 2002.
قرار الإلغاء غير مبرر.. وكنا ممكن نقدر نساعد الفلسطينيين في المهرجان
وأشار إلى أنه كان هناك فرصة مناسبة حتى نوصل للعالم بأن السينما الفلسطينية موجودة، وستظل قائمة من خلال المهرجان، مؤكدًا على أن قرار الإلغاء غير مبرر، خصوصًا وأنه هناك فعاليات أخرى لم تلغى، موضحًا: “كان ممكن يتعمل حاجات تانية نقدر نساعد بيها فلسطين من خلال المهرجان زي مبيعات التذاكر والتبرع بيها للهلال الأحمر التونسي أو تغيير فعاليات المهرجان نفسه وضبطها مع فلسطين”.
وحول النظر في القرار والتراجع، لفت إلى أنه من الصعب جدًا أن يتم التراجع عن القرار، خاصةً وأنه سيمس صورة الشخص الذي اتخذ القرار، وسيعتبر إساءة له، ولكنه لا بد أن يعلم أن هذا القرار سيكون له تباعيات كثيرة سيئة على المهرجان، ومن أهمها فقدان مصداقيته أمام كل السينمائيين في العالم سواء العرب أو الأجانب؛ لأن العام الماضي أيضًا حدث الكثير من المشاكل، فالجميع سيعتبر أنك لا تعطي قيمة للمهرجان فلماذا سنعطيه نحن قيمة؟
وفيما يخص إلغاء مصر مهرجاناتها أيضًا، أردف حبيب الطرابلسي، أنه من الطبيعي أن يحدث ذلك؛ لأن مصر لديها حدود مع غزة، وتعتبر عضو موجود في المعادلة الصعبة وشريكة في الحرب القائمة، ولكن تونس بعيد عن الأحداث، متابعًا: “حصل قبل كده حادثة ارهابية في تونس والمهرجان متلغاش واعتبروه الجميع انه صامد وقتها، وأضاف من قيمته”.