أفادت وكالة أنباء روسية اليوم أن ممثلين عن حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) سيلتقون غدًا الخميس في العاصمة الروسية موسكو، لمناقشة تشكيل حكومة وحدة فلسطينية وإعادة إعمار قطاع غزة.
كانت روسيا قد أعلنت في 16 فبراير دعوتها قادة الفصائل الفلسطينية، بما في ذلك الجهاد الإسلامي، للمشاركة في محادثات تستمر لمدة 3 أيام في موسكو.
أعرب ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، عن دعوة جميع ممثلي الفلسطينيين والقوى السياسية الممثلة في مختلف البلدان، بما في ذلك سوريا ولبنان، وحركة فتح التي يرأسها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي 18 فبراير، رحب عباس خلال اجتماع القيادة الفلسطينية بالدعوة الروسية، وأكد على أهمية الالتزام ببرنامج منظمة التحرير وإنهاء الانقسام الداخلي وتحقيق الوحدة والقانون والمقاومة السلمية الشعبية.
وفي العام الماضي، أجرى وفد من حماس مباحثات في موسكو، وكذلك استقبلت موسكو وفدًا من حماس بعد أسابيع من إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى.
ومن الملاحظ أن موسكو تسعى في السنوات الأخيرة للحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف المشاركة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن العلاقات مع إسرائيل توترت بسبب العدوان على غزة ورفضها المعلن لإقامة دولة فلسطينية.
يأتي اجتماع ممثلي حماس وفتح في موسكو غدًا بعد استقالة الحكومة الفلسطينية قبل يومين. وتهدف المرحلة المقبلة إلى تشكيل حكومة جديدة تركز على الوحدة الوطنية وتعزيز السلطة الفلسطينية في كامل أراضي فلسطين، وفقًا لما صرح به رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية.
تأتي استقالة الحكومة الفلسطينية في هذا الوقت بسبب الحاجة إلى إعادة بناء قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير. يأمل الممثلون عن حماس وفتح في الاجتماع في موسكو في التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة وحدة فلسطينية تمثل جميع الفصائل الفلسطينية. ستكون هذه الحكومة مسؤولة عن إعادة إعمار غزة وتنفيذ برنامج منظمة التحرير الفلسطينية.
من الجدير بالذكر أنه في السابق، حاولت حماس وفتح تشكيل حكومة وحدة في عدة مناسبات، لكنها واجهت صعوبات وتحديات تمنعت من تحقيق ذلك. إن إعلان استقالة الحكومة الفلسطينية يعزز الضغوط على الفصائل الفلسطينية للتوصل إلى اتفاق وإيجاد حل للانقسام الداخلي، وقد تلعب روسيا دورًا في تسهيل هذه العملية عبر استضافة المحادثات في موسكو وتقديم الدعم السياسي والدبلوماسي.
إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة وحدة فلسطينية، فقد يمثل ذلك خطوة مهمة نحو التوحيد الفلسطيني وتعزيز قدرتهم على المفاوضة مع إسرائيل والسعي نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة. ومن المهم أن يدعم المجتمع الدولي هذه الجهود ويعمل على توفير الدعم اللازم لإعادة إعمار غزة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.