عادت صلاة الجماعة في المساجد مرة أخرى بعد توقفها لأشهر بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، وتم التشديد على المصليين بأهمية ارتداء الكمامة واتباع كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية تفاديا لنقل العدوى، وفي ظل ذلك انتشرت مقاطع فيديو لصلوات الجماعة في بعض مساجد المسلمين وهم يؤدون الصلاة في صفوف متباعدة، مما أثار تساؤلا “هل هذه الهيئة تنافي معنى تسوية الصفوف المأمور بها؟ وهل إذا تباعدت الصفوف واتسعت أثر ذلك في حصول الاقتداء؟ وما حكم صلاة الجماعة على هذا النحو؟
رد على هذه التساؤلات عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء فضيلة الشيخ شوقي إبراهيم مفتي الديار المصرية وأستاذ الفقه الإسلامي بجامعة الأزهر، قائلا:” لا مانع شرعًا من التباعد بين المصلين في صلاة الجماعة بهذا القدر المذكور من جميع الجهات؛ تحرزًا من الوباء، ووقاية من العدوى، ولا يخرج ذلك عن المقصود بتسوية الصفوف أصالةً؛ من اعتدال المصلين على سمتٍ واحدٍ، لا يتقدَّم بعضهم على بعض في الصف.
أما التسوية في المعنى بسد الخلل؛ فقد نص الفقهاء على التسمُّح في الفرجة اليسيرة بين المُصَلِّين، وأنها لا تمنع اتِّحاد الصف عرفًا، ولا تنافي الاقتداء، ولا تقطع الجماعة، ولو قيل بمنافاة ذلك للتسوية: فذلك مكروه عند الجمهور، والمكروه يزول بأدنى حاجة، فكيف بما هو ضرورة لحفظ النفس، وكذلك الحال إذا تباعدت الصفوف واتسعت؛ فإن ذلك لا يمنع حصول الاقتداء؛ لأن كل موضعٍ في المسجد هو موضع الجماعة، وكل من أحاط به المسجد من المُصلين فهو في جماعة وإن لم تتصل الصفوف، وتحديد المسافات بين المصلين يُرجع فيه للعرف وما جرت به العادة.