تكثر الأمثال الشعبية على ألسنة الشعب المصري الذي يستعين بها في العديد من المواقف الحياتية المختلفة.
ويتساءل الكثيرون عن أصول هذه الأمثال، وعن المواقف التي قيلت فيها، لأن لكل مثل أصل وحكاية تسببت في بقائه إلى يومنا الحالي.
ومن أشهر الأمثال الشعبية التي لا يزال الناس يتداولونها إلى الآن مثل ” عند البطون تذهب العقول”.
قصة مثل «عند البطون تذهب العقول»
كان هناك ثلاثة ثعالب أصيبوا بالجوع فذهبوا للبحث عن طعام يأكلونه، فلم يجدوا شيئا يقيتهم فتوسعوا بالبحث إلى إحدى القرى المجاورة لعلهم يجدون الطعام، وبينما هم يسيرون في الطريق وجدوا قطيع من الغنم يسير نحو القرية، ففرحوا بذلك فأدخلوا أنفسهم بين الأغنام حتى لا يدرك أحدا وجودهم.
فيذهبوا مع القطيع إلى القرية ليصطادوا شيئا منها، لعلهم يجدون ديكاً أو دجاجة دون أن يشعر بهم أحد، ولكن لسوء حظ الثعالب كانوا الأشخاص يأخذون هذا القطيع إلى مجزرة في القرية ليقموا بذبحهم، فما أدرك الثعالب هذا الأمر إلا بعد دخولهم إلى المجزرة مع قطيع الأغنام، فقام الجزار بأخذ الخراف واحد تلو الأخر ليذبحهم.
ثم قام أول ثعلب وقد كان شديد الذكاء، بإطلاق رجليه للريح بعد إدراكه للأمر فنفذ بجلده وهرب، وقام الخروف الثاني بتقليد صاحبه وأطلق رجليه للريح فنجا من الجزار، أما الثعلب الثالث فقد كان يحيطه الغباء ولا يدرك شيء، حيث أنه كان ينصب تفكيره في كيف يحصل على الطعام فقط، فقاما الثعلبان بانتظار الثعلب الثالث، ولكن لا فائدة من الانتظار؛ فالثعلب الثالث لا يستطيع الإفلات من الذبح، فقال أحد الثعلبين للأخر: صاحبنا ذكي لعله يدلي بحجته للجزار ويقول أنه حصيني وليس خروفاً فيطلقون سراحه، فرد عليه الثعلب الثاني: أتتكلم من كل عقلك؟! لمن يثبت ذلك؟! فإنهم ياخذون جلدة لبيعه لتجار الدباغ، فلم يفلت الثعلب الثالث من الجزار؛ وذلك لأنه لم يستخدم عقله إلا بالتفكير بكيفية الحصول على الطعام، ولم يدرك الخطر من حوله فدفع بنفسه إلى التهلكة.
موضوعات متعلقة