في سماء الفن العربي لمعت نجمة ساطعة، ارتقت بسحرها الخاص إلى قمم الإبداع والتميز، تلك النجمة الفذة التي تحمل بين طياتها جمالاً رفيعًا وروحًا فنية تتراقص على أوتار السينما والتلفزيون والمسرح، هي بكيزة هانم، الفنانة الراحلة سهير البابلي، التي نحيي اليوم الثلاثاء 21 نوفمبر، الذكرى الثانية على رحيلها.
شهدت حياة الفنانة سهير البابلي الكثير من الأحدث المثيرة والتحولات، خاصةً بعد اعتزالها التمثيل، وتدينها، وارتدائها للحجاب، لتقرر الابتعاد عن الأضواء والتركيز على مرحلة جديدة من حياتها، لتثير بهذا القرار استفهامات الجمهور وتساؤلاتهم حول الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ هذا الخطوة، قبل أن ترد عليها بعدها بفترة.
وفي عام 1998، وبعد فترة ابتعاد عن الساحة الفنية والأضواء، ظهرت سهير البابلي، من خلال حوار أجرته مع إحدى الصحف الفنية، ليتردد بعدها أخبار عن عودتها لتقديم أعمال فنية بالحجاب مثلما فعلن زيملاتها الفنانات عفاف شعيب، ومديحة حمدي، لتظهر بعده أيضًا في برنامج “إدلل عيني” الذي كانت تقدمه الإعلامية اللبنانية ليليان إندراوس، وكانت تضع مكياجًا خفيفًا خاصةً على الشفتين، وارتدت عباءة سوداء مزركشة برسوم وردية على الرأس، وبدت في قمة حيويتها وتألقها.
وقالت سهير إنها فكرت كثيرًا قبل حضورها في البرنامج، وعاشت شهرين كاملين في صراع ثقبل أن تأخذ قرارها بالظهور على الساحة، مضيفة: انتو عارفين قبل ماجي كام تليفون جالي وفتاوي كتيرة وازاي تطلعي بعينك وبقك.. لكن أنا استخرت ربنا واستشرت وجيت هنا بعون الله”.
وحول علاقتها بالفنانات المعتزلات، قالت سهير البابلي: “أنا مش معتزلة الحياة بكلم فنانات وفنانين وأشاركهم الفرح والحزن، أنا والسيدة شادية مازلنا بنشوف بعض وبنحب بعض، وهي تنصحني في الله وأنا باسمعلها.. كذلك السيدة الجميلة سهير رمزي ووالدتها درية من أعز أصدقائي، وفنانات كثر من المستحيل كنا لنكون أصدقاء عندما كنا فنانات، مثل سحر حمدي، وزيزي مصطفى، وهناء ثروت، وشمس البارودي، وشهيرة”، مشيرة إلى أن هناك أيضًا أشخاص آخرين من خارج الوسط الفني، يذهبون مع بعضهم للحج والعمرة في مكة، متابعة: “ده إخاء في الله وليس لغرض”.
حولت سهير البرنامج وقتها إلى درس ديني عالي اللهجة أو “مشعشع” على حسب تعبيرها، لدرجة أنها أحرجت المذيعة في بعض الأوقات، خاصةً عند حديثها عن الحجاب، وهو ما لا يمت بصلة لملابس المذيعة ولا شكلها، حتى عندما سأل أحد المشاهدين البابلي، عن نصيحتها للفنانات الشابات، قالت: الفنانات الشابات متسرعات جدًا أكل عيشهن، وامتلاك شبح وفيلات وشارع بسرعة، قائلة لهن: “في التأني لسلامة”.
وسألها آخر عن ما إذا كانت ستقوم بمشروعات مسلسلات دينية حتى ولو للأطفال، قالت: لو أنا أملك محطة لوحدي أعمل ليكو وبيكو؛ لأن فعلا في ناس قالت احنا محتاجين لكلمة من أخت معتزلة أو أخت متدينة تقول لنا الإيمان والنصايح”، لتتمنى سهير أن تكون للفنانات المعتزلات محطة خاصة بهن.
وفيما يخص اعتزالها، ردت سهير البابلي، أنها اختارت لنفسها طريقًا جيدًا جدًا، متابعة: “إنك لا تهدي من أحببت، لم أكن أعرف أي شئ عن ديني فقط الصلاة والحج قبل ما أدخل المسرح أو أصاحب أي حد وأروح بلد أدرس، ولكن بعد ذلك أصبحت أقرأ كثيرًا في الدين، وأحببت ديني كثيرًا، وكلما قرأت أكثر أحببت ديني أكثر، وحاليًا عندما أصلي أقابل ربي وأبقى خاشعة في صلاتي في هذا الخضم في العالم”.
وأضافت سهير، أنها عملت في التمثيل لأكثر من 30 سنة، وبعد ذلك اقتنعت بحجاب القلب، وحجاب التوحيد، وحجاب العقيدة، وليس حجاب الرأس فقط، ولا أتصور الذي من الممكن أن أتخلى فيه عن الحجاب، “ممكن أموت”، والحقيقة محبيني كتروا بعد اعتزالي الفن.