في الآونة الأخيرة، أثار العالم الهولندي فرانك هوجربيتس الجدل من جديد بمزاعمه حول حدوث زلزال كبير نتيجة العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، هذه المزاعم تضيف تعقيدًا آخر إلى الأزمة الإنسانية الكبرى التي يشهدها القطاع حاليًا.
وفي تصريحه على منصة “إكس”، قال هوجربيتس: “على العالم أن يجبر إسرائيل على وقف هذا الجنون، حتى وإن تجاوزنا مسألة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، فإن هذا القصف سيؤدي في النهاية إلى حدوث زلزال كبير في المنطقة”.
وصف العالم الهولندي إطلاق هذا الكم الهائل من المتفجرات على منطقة واحدة بأنه “غباء بشري”، ولكن هل يمكننا أن نصدق نبوءات هوجربيتس كما صدقت بعض نبوءاته السابقة؟ سنحاول الإجابة على هذا السؤال في السطور التالية.
في البداية، أجاب الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بمعهد الفلك، على هذا السؤال قائلاً: “لا يوجد نشاط زلزالي أو فوالق نشطة في منطقة غزة لذا، فإن المدينة غير معرضة لحدوث زلزال”.
وأوضح أن بعض العلماء يعتقدون أنه في حالة وجود تركيز كبير للقصف في مناطق محددة، وإذا كانت هذه المناطق قريبة من مناطق نشاط زلزالي أو فوالق نشطة، فإن القصف قد يؤدي إلى حدوث زلازل بشكل مسرع.
من ناحية أخرى، أشار الهادي إلى أن هناك علماء آخرين يرون أن القصف المستمر، حتى في المناطق ذات النشاط الزلزالي أو الفوالق النشطة، ليس كافيًا لحدوث زلزال. فالزلازل تحدث بشكل طبيعي وتتطلب قوة هائلة لتكون نتيجة للقصف البشري.
وأضاف الهادي أن مرصد الزلازل المصري لم يسجل أي زلزال في غزة على الإطلاق، وأنها قد تتأثر ببعض الزلازل في المناطق المجاورة لها بشكل بسيط، ولكنها لم تشهد زلزالًا.
وبالنسبة لاحتمالية حدوث زلزال في منطقة البحالأحمر نتيجة العدوان الإسرائيلي، فإن الخبراء يرون أنه من غير المرجح حدوث ذلك. منطقة البحر الأحمر تقع بعيدًا عن مناطق النشاط الزلزالي الرئيسية وتعتبر عادةً منطقة ثابتة وهادئة من الناحية الزلزالية.
على العموم، يجب أن نتعامل مع مزاعم هوجربيتس بحذر ونعتبرها تكهنات فردية لا يمكننا الاعتماد على هذه التوقعات بدون دليل علمي قوي يدعمها يجب أن نعتمد على البحوث والمعرفة العلمية الموثوقة لتقييم الأحداث والمخاطر المحتملة.