أطلق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، صرخة تحذير بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث أكد أن لا مكان آمن في تلك المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة، أكد جوتيريش أن الأوضاع في غزة تفوق المجرد أزمة إنسانية، بل إنها تعد أزمة الإنسانية بحد ذاتها.
وأوضح الأمين العام أن الهجمات البرية والقصف الإسرائيلي يستهدفون المدنيين والمستشفيات ومخيمات اللاجئين والمساجد والكنائس وحتى منشآت الأمم المتحدة، بما في ذلك الملاجئ.
وأكد على أهمية حماية المدنيين وضرورة إيلاء هذه المسألة أقصى درجات الاهتمام.
وعبّر جوتيريش عن قلقه العميق إزاء انتهاكات القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، مشددًا على أنه لا يجب أن يكون هناك أي طرف فوق قوانين حماية حقوق الإنسان في حالات النزاع المسلح.
وفي مؤشر على الفظائع التي يتعرض لها الأطفال والمدنيين في غزة، أشار جوتيريش إلى أن القطاع قد تحول إلى مقبرة للأطفال، حيث يتم قتل وجرح المئات من الأطفال يوميًا. وأشارت التقارير إلى أن عدد الصحفيين الذين قتلوا خلال الأسابيع الأربعة الماضية يفوق عدد الصحفيين الذين قتلوا في أي نزاع خلال الثلاثة عقود الماضية.
وقد تم قتل عدد كبير من عمال الإغاثة التابعين للأمم المتحدة في هذه الفترة أكثر من أي وقت مماثل في تاريخ المنظمة.
تجاوبًا مع هذه التطورات الصادمة، أصدرت لجنة دولية مشتركة بيانًا مشتركًا من وكالات الأمم المتحدة، تنادي فيه بوقف فوري لإطلاق النار في غزة بناءً على أسباب إنسانية.
ووصفوا الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل في السابع من أكتوبر بأنه مروع، لكنهم أكدوا أن العدد المروع للمدنيين الذين يفقدون حياتهم في غزة يثير غضبالجميع، بالإضافة إلى حرمان ما يقرب من 2.2 مليون فلسطيني من الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود.
وفي بيانهم، أكدوا ضرورة وقف فوري لإطلاق النار بناءً على أسباب إنسانية، مشددين على أن الوقت قد تجاوز الحدود حيث مرت 30 يومًا ولا يمكن السكوت عن هذا الوضع الكارثي.
باتت غزة تشهد أزمة إنسانية خانقة تهدد الأمان والاستقرار في المنطقة. وتحتاج هذه الأوضاع الصعبة إلى تدخل عاجل وجهود دولية مشتركة لإنهاء العنف واحترام حقوق الإنسان وحماية المدنيين.
إن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يتطلب تعاونًا دوليًا فعالًا وحلولًا سياسية للأزمة الفلسطينية، بما في ذلك إنهاء الحصار على غزة وتحقيق حل دائم وعادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
إن الحفاظ على الكرامة الإنسانية وحماية الأرواح والحقوق الأساسية للأفراد في غزة يجب أن يكون أمرًا ذا أولوية قصوى.
والنداء العاجل لوقف إطلاق النار يجب أن يجد استجابة فورية من جميع الأطراف المعنية، من أجل تجنب المزيد من الدمار والمعاناة وإعادة بناء الثقة والعمل نحو تحقيق السلام المستدام في المنطقة.