تشهد المرحلة السياسية الحالية، حالة متعددة من الآراء، حول المفاوضات التي باءت بالفشل بعد 10 أعوام بين القاهرة اديس ابابا والسودان، على قضية أزمة السد الإثيوبي، مما يشكله من خطورة بالغة على حصة دولتي المصب مصر والسودان.
وفي ظل تمسك الدولة المصرية، بقيادتها الرشيدة والحكيمة، حل الأزمة سلميًا دون التطرق إلى الخيارات العسكرية لإنهاءها، ثبتت مصر على موقفها أن تحري المفاوضات بشكل ودي بينها وبين إثيوبيا المتعنتة.
وكما هو الحال، باءت المفاوضات جميعها بالفشل، مما ينذر بأن القادم وسط ترقب شديد، وآراء لمحللين وخبراء، سيكون الخيار الأخير المطروح أمام القيادة السياسية المصرية، هو الخيار العسكري، لإنهاء الأزمة.
ورغم قدرة الدولة المصرية على فعل ذلك، إلا أنها واصلت التفاوض حول الأزمة، حتى باتت القضية يشهدها العالم، لتتضح الرؤى للجميع بأن إثيوبيا منشآ السد هي محل الخلاف القائم الآن.
وفي هذا الإطار قال الخبير الاقتصادي أحمد معطي لـ «أوان مصر»، إن ما يجري علي الساحة حاليًا، لا يبشر بالرؤية التي تفيد بدخول مصر حرب مع أثيوبيا بسب السد، فهذا الاحتمال ضعيف بواستبعده عن استراتجية مصر في ذلك الملف” .
وأضاف أنه في حاله دخول مصر حرب مع دولة إثيوبيا، سوف يكون هناك تأثير على الأداء الاقتصادي، لافتًا أنه من الطبيعي أن يتأثر الاقتصاد في حالة دخول أي دولة حرب .
وأشار الخبير الاقتصادي أن التأثير سوف يكون ضعيف، مؤكدًا أن الاقتصاد المصري قوي ومن الصعب أن يكون هناك تأثير سلبي، لان الحرب سوف تكون خارج مصر وبالتالي سوف يكون التأثير ضعيف .
وتابع أن الحرب الداخلية تأثيرها أقوي من الحرب الخارجية فالداخلية يكون لها تأثير علي المباني والمنشأت والحياه وغيرها من الأمور التي تحتاج العديد من الأموال حتي يتم تعويضها ، لذلك لن يحدث كما حدث في حرب 73 .
في سياق متصل أكد وائل النحاس الخبير الاقتصادي ، أن الاقتصاد المصري لم يتأثر بأي حال من الاحوال ، لافتًا انه من الصعب ان تتدخل مصر حرب .
وقال الخبير الاقتصادي في تصريحات لـ “ أوان مصر ” ، أن مصر ممكن ان تضرب ضربات عسكرية فقط ، ولكن لن تدخل حرب ، مؤكدًا أن مصر لدها العديد من الامكانيات التي تستطيع من خلالها القيام بذلك .
مصر ابدت مرونة كافية رغم التعنت الاثيوبي
وكان قد صرح، أول أمس ، سامح شكري، وزير الخارجية، إن مصر تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته فيما يتعلق بقضية سد إثيوبيا.
وأضاف شكري، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية إكسترا نيوز، أن أجهزة الدولة تولي قضية السد الاثيوبي اهتمامًا بالغًا، موضحا أن مصر أبدت مرونة كافية خلال المفاوضات للتوصل لاتفاق رغم التعنت الإثيوبي.
وأوضح شكري أن مجلس الأمن عقد جلستين في عامين متتالين حول أزمة سد إثيوبيا هو إنجاز كبير.
وأشار إلى أن كلمة وزيرة الخارجية السودانية في مجلس الأمن الدولي، أوضحت أيضا الأضرار التي لحقت بها نتيجة الإجراءات الأحادية الإثيوبي في ملء السد.