بعد أن أدخلت العالم في طوارئ، تعود السفينة العملاقة، إيفرجيفن، للعبور عبر قناة السويس، بعد أن جنحت في مارس الماضي، داخل القناة التي تمر عبرها 10 % من إجمالة التجارة العالمية.
إذ قبل أكثر من 7 أشهر من الأن استيقظ العالم على خبر جنوح السفينة البنمية ” إيفرجيفن” بقناة السويس، مما تسبب فى تعطيل حركة الملاحة بالقناة وتكبدها خسائر كبيرة.
لتسببت فى تعطل حركة الملاحة لمدة 6 أيام، أثبت خلالها المصريون براعتهم فى تجاوز العقبات ونجحو فى تحريك السفينة وإعادة حركة الملاحة.
إلا أن عودة السفينة، غذا لعبور القناة، توجس خيفة في قلوب المصريين، مما أثرت به سلبا على المجرى الملاحي الأهم في المنطقة، والتي تعتمد عليه القاهرة في تحصيل كثير من قدراتها المالية من العملة الخارجية.
يبلغ طول السفينة إيفرجرين 400 متر، وعرضها 59 متر، وإجمالي حمولتها 224 ألف طن، بارتفاع 33 مترا، كانت رحلتها من الصين في طريقها إلى ميناء روتردام.
ورجح خبراء سبب جنوح السفينة إلى سوء الأحوال الجوية، وأن الرياح هي سبب الحادث، فيما أرجعت هيئة قناة السويس سبب الجنوح إلى انعدام الرؤية الناتجة عن الأحوال الجوية السيئة وأتفقت معها الشركة المالكة للسفينة.
الجنوح .. وبداية عملية تجريف الرمال
وكانت أزمة السفينة العملاقة بمثابة مسلسل، شديد التفاصيل والأحداث، بدأ في 23 مارس، فقد جنحت السفينة إيفرجرين جنوبا عند الكيلو 151، وعلى الفور تحركت هيئة قناة السويس بـ قاطرتين لشد ودفع السفينة بشكل مبدئي، ولورد لإزالة الرمال حول مقدمة السفينة حتى لا تزداد الأمور تعقيدا، ولكي يتم دراسة الوضع واتخاذ أمثل الحلول.
استمرار عمليات الحفر والتكريك
في اليوم التالي كانت تتم أعمال الحفر وإزالة الرمال من حول مقدمة السفينة بـ اللودرات التابعة للهيئة، ودفعت الهيئة بالكراكة “مشهور” والكراكة “العاشر من رمضان” لتجريف الرمال حول السفينة وبقاع المجري الملاحي، وتعتبر الكراكتان من الأكبر فى الشرق الاوسط.
وأعلنت الهيئة أن أعمال التكريك تهدف إلى إزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة بكميات تتراوح من 15 إلى 20 ألف متر مكعب، للوصول للغاطس الملائم للتعويم.
و أضافت الهيئة أن فريق إنقاذ هولندي سيصل للمساهمة فى عملية إعادة التعويم.
من جانبها، أعربت شركة شوي كيسن اليابانية المالكة للسفينة، عن أسفها الشديد وأنها تعمل على حل الموقف، مشيرة إلي أنها تواجه هي وشركات التأمين مطالبات بملايين الدولارات حتى إذا أعيد تعويم السفينة.
ووصف بيردوفسكي المدير التنفيذي لشركة “رويال بوسكاليس” إن السفينة عبارة عن حوت ضخم على الشاطئ.
25 من مارس الاستعانة بـ جرافة أخيرة
أعلنت هيئة قناة السويس الاستعانة بجرافة أخرى لـ تجريف الرمال حول مقدمة السفينة، وللتسريع من عملية التجريف لبدء عملية التعويم الجمعة.
واجتمعت هيئة قناة السويس بفريق الإنقاذ البحري التابع لشركة “SMIT” الهولندية، وهي واحدة من أكبر الشركات العالمية المتخصصة في عمليات الإنقاذ البحري، وتم دراسة خيارات الحفر حول السفينة التي اتخذتها الهيئة، ومناقشة سبل التعويم، وكذلك القيام بأعمال التكريك بمحيط السفينة من خلال كراكات الهيئة.
وأشادت الشركة الهولندية، بالإجراءات التى اتخذتها الهيئة سلفا والتى ساهمت فى الحد من خطورة الموقف، والتسريع من البدء فى عملية التعويم.
وفي نفس اليوم نشرت وكالة “نوفوستي” الروسية فيديو لكشف خط سير السفينة والمسار الغريب الذي سلكته قبل دخولها القناة ووقوع حادث الجنوح، موضحة أنه من خلال تتبع مسار السفينة اكتشفت أنه كان مثيرا للجدل بسبب كثرة المسارات الدائرية والارتباك الغير مفهوم في البحر الأحمر قبل أن تتدخل الممر الملاحي.
عمليات التعويم بـ9 قاطرات
أعلنت هيئة قناة السويس بدء تعويم السفينة الجانحة والاستعانة بـ9 كراكات عملاقة، تابعين للهيئة فى مقدمتهم القاطرة “بركة1” والقاطرة “عزت عادل” بقوة شد 160 طن.
وأكدت الهيئة نجاح عملية تجريف الرمال مساء الخميس، وتحقيق نسبة نجاح 87%/ بمعدلات التحريك والتجريف حيث تم إزالة 17 ألف متر مكعب من الرمال.
وأكد الفريق أسامة ربيع على أن عملية التعويم دقيقة جدا، وتتوقف على عوامل خارجية أبرزها اتجاه الرياح وقوتها، والمد والجذر بما يحعلها عملية فنية معقدة، ولها إجراءاتها الخاصة.
وتم استئناف عمليات مناورات الشد والدفع بالقاطرات التى دفعتها الهيئة لتحريك مقدمة السفينة، خلال يوم 27 مارس، فيما أعلنت الولايات المتحدة الامريكية عن إمكانياتها لـ لمساعدة بالجهود المادية والبشرية فى محاولات تعويم السفينة لما تمتلكه من خبرات كبير.
نجاح التعويم
ثم أعلنت هند فتحي المتحدث الإعلامي لهيئة قناة السويس، عن وصل القاطرة الهولندية ” ALP GUARD”، والتي تعتبر من أكبر قاطرات العالم، لـ المساهدمة في تعويم السفينة الجانحة، بقوة شد 285 طن.
وفي يوم 29 مارس، أعلن رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، تعويم سفينة الحاويات البنمية الجانحة بنجاح بعد استجابة السفينة لمناورات الشد والقطر، بعد إتمام تعديل مسار السفينة بشكل ملحوظ بنسبة ٨٠%، وابتعاد مؤخر السفينة عن الشاطئ بمسافة ١٠٢ مترا بدلا من ٤ أمتار.
وكشف رئيس هيئة قناة السويس، إن مناورات الشد لتعويم سفينة الحاويات” إيفر غيفن” جرت بواسطة 10 قاطرات عملاقة قامت بالعمل من 4 اتجاهات مختلفة، حيث استجابت السفينة، وتم بنجاح تشغيل محركات السفينة “إيفر جيفن”، وأبحرت إلى منطقة البحيرات.