كتبت- مها الشيخ
كثيراً ما يتردد علي أسماعنا كلمة”مجنون ليلي“، وذًكرت هذه الكلمة في مختلف الأغاني قديماً و حديثأً، كتب عنهم الكثير من الشعراء و الكتاب، و لكن قليل منا من يعرف رواية مجنون ليلي و من هو مجنون ليلي.
من هو مجنون ليلي
مجنون ليلي هو”قيس بن الملوح بن مزاحم العامرى”، شاعر غزل من بني جعدة بن كعب بن ربيعة بن صعصعة، لُقب بهذا اللقب ليس لأنه مجنوناً بل لغرامه و هوسه بليلي بنت سعد، كبر هذا الحب بكبره معاها و لكن كان لوالدها حديثاً اّخر، فقرر أن يبعد ليلي عن قيس، فخرج قيس من منزله هائم علي وجهه لا يعرف أين يذهب، و أخذ يلقي اشعاره.
في البدايات عاش”قيس بن الملوح” بين مكة المكرمة و المدينة المنورة في حي بنى عامر في وادى الحجاز، أحب ليلي في شبابه، ازدادت في أعماق قلبه مشاعر الحب كلما تعاقبت الأيام، و نتيجة لهذا الحب عاش بين الغربة و الحرمان، حتي مات في وادٍ منعزل وحيداً، وأخذوه إلي أهله بعدما وجدوا جثته في العراء، و كان ذلك بين 65 أو 68 هجرياً.
تصف بعض الروايات”قيس بن الملوح”بالشاب المغرم بالنساء، و كانت “ليلي العامرية” من أكثر النساء جمالاً و الأكثر حباً في قلب قيس.
و روايات أخرى عن بداية العلاقة بين قيس و ليلي العامرية، أنهما تعارفا صغيرين العمر أثناء قيامهما في جبل الثوبان برعي المواشي، وكثُرت مقابلاتهم و بدأت عواطفهم تنضج أكثر.
و تقول روايات أخرى أن قيساً كان ماراً بفتيات و سلم عليهن، و بادلوه السلام و تحدثوا إليه، و نزل من مكانه و تحدث معهن و قام بإطعامهن، و في حين اّخر أتي فتي اّخر تحدث معهن، مما أثر علي وجود قيس و تجاهلن له، وأثار حزن قيس و قوله للشعر، وفي صباح جديد ذهب لنفس المكان و لم يجد لهم أثراً، ووجد ليلي فقط وطلب الحديث منها و قام بنفس ما فعل مع الفتيات في اليوم السابق، و لكن ليلي ابتعدت عنه مما أثار في نفسه الحزن الشديد، وأثار هذا في قلب ليلي الشفقة عليه و بعدها قررت أن تبوح بحبها عن طريق قصيدة شعر، وما لبث أن سمعها قيس حتي فقد وعيه.