في ظل الأحداث الأخيرة في قطاع غزة، تتصاعد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية وتداعياتها على السكان المحاصرين. أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة عن تدمير دبابتين إسرائيليتين في منطقة مدرسة الزراعة ببيت حانون باستخدام قذائف “الياسين 105”.
وفي الوقت نفسه، أكدت القناة 12 الإسرائيلية وفاة أحد الجنود في غزة خلال الساعات الـ24 الماضية وتبين أنه قريب من رئيس الموساد السابق، والذي يبذل جهودًا للتواصل مع عدة جهات تحت إشراف رئيس الحكومة الحربية بنيامين نتنياهو.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن ارتفاع حصيلة القتلى في المواجهات مع فصائل المقاومة داخل غزة إلى 15 قتيلاً، بينهم مقاتلين في لواء غفعاتي.
وفي تطور آخر، سمح الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام بنقل خبر مقتل الجندي إيتاى يهودا من لواء غفعاتي خلال المعارك في غزة، مشيرًا إلى ارتفاع أعداد القتلى وتسجيل حالات إصابات خطيرة.
وفيما يتعلق بالوضع الإنساني، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” بانتشار حالة الجوع في غزة وتزايد اليأس بين الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع، حيث يبحثون عن الخبز والمواد الغذائية الأساسية.
فقد فرضت إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع، مما أدى إلى توقف مخابز غزة عن العمل بسبب نقص الدقيق والوقود اللازم لتشغيلها.
والأشخاص الذين لا يزالون يعملون يخدمون طوابير طويلة من المواطنين الذين ينتظرون ساعات لشراء الخبز، وارتفاع أسعار المواد الغذائية المتبقية في المتاجر، مما يصعب على الكثيرين تحمّلها.
تشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى أن احتياطي غزة من المواد الغذائية الأساسية قد يكفي لسبعة أيام فقط. وقد قطعت إسرائيل أيضًا إمدادات الكهرباء بشكل جزئي عن غزة، مما يزيد من معاناة السكان في ظل ارتفاع درجات الحرارة الصيفية.
تعاني المستشفيات في غزة من نقص حاد في الموارد الطبية والأدوية، مما يعرض حياة المرضى الذين يعانون من الإصابات الحرجة للخطر. وتتعذر على العديد من العائلات الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية بسبب القيود على حركة الأفراد والتجمعات الكبيرة. وتزداد التحديات الصحية بسبب تلوث المياه ونقص الصرف الصحي في بعض المناطق، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض.
تحث منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي على التدخل العاجل لتخفيف معاناة السكان في غزة وإيجاد حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
يجب أن يتحمل الأطراف المعنية المسؤولية عن حماية الحقوق الإنسانية والحفاظ على كرامة السكان المحاصرين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى القطاع.
من الضروري أن يتم تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس العدالة والمساواة والاحترام المتبادل، وذلك من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. يجب أن تعمل الأطراف الدولية والمحلية على توفير الدعم اللازم لإحلال السلام وتحقيق حل الدولتين، حيث يمكن للفلسطينيين والإسرائيليين أن يعيشوا بأمان وكرامة في دولتين مستقلتين ومتجاورتين.