كتبت-رنا تامر عادل
وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، دعوة قوية لإنقاذ آخر اتفاقية قائمة للحد من الأسلحة النووية بين بلاده والولايات المتحدة ، واقترح تمديدها لمدة عام على الأقل، وأكد أن روسيا مستعدة لمناقشة الأسلحة الجديدة التي نشرتها في محادثات الأسلحة المستقبلية مع الولايات المتحدة.
يأتي ذلك وسط إشارات متضاربة من دبلوماسيين روس وأمريكيين حول مصير معاهدة “نيو ستارت” التي من المقرر أن تنتهي في فبراير ما لم تتفق موسكو وواشنطن على تمديدها.
وقال بوتين في اجتماع لمجلس الأمن التابع له إنه “سيكون من المحزن للغاية إذا لم تعد المعاهدة موجودة دون استبدالها بوثيقة أساسية أخرى من هذا النوع. نيو ستارت عملت طوال تلك السنوات، حيث لعبت دورها الأساسي في الحد من سباق التسلح واحتوائه”.
وكان قد وقعها كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في 8 أبريل 2010 في براغ، والتي تنص على تخفيض الحدود القصوى للرؤوس الحربية الهجومية الاستراتيجية للبلدين بنسبة 30 بالمئة، والحدود القصوى لآليات الإطلاق الاستراتيجية بنسبة 50 بالمئة بالمقارنة مع المعاهدات السابقة. أعادت معاهدة ستارت الجديدة التعاون والقيادة المشتركة بين الولايات المتحدة وروسيا في مجال ضبط الأسلحة النووية.
وبعد انسحاب كل من موسكو وواشنطن من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى لعام 1987 في العام الماضي، أصبحت معاهدة “نيو ستارت” هي الصفقة الوحيدة للحد من الأسلحة النووية بين البلدين التي لا تزال قائمة. وقد عرضت روسيا في السابق تمديدها لمدة خمس سنوات دون أي شروط ، بينما ضغطت الإدارة الأمريكية من أجل اتفاقية جديدة للحد من التسلح تشمل الصين أيضًا.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن شكوكه بشأن التوصل إلى اتفاق بشأن نيو ستارت، مشيرًا إلى أن روسيا لا يمكنها قبول الشروط التي قدمتها الولايات المتحدة لتمديدها. فروسيا لا يمكنها الموافقة على اقتراح الولايات المتحدة للحد من الأسلحة النووية في ساحة المعركة إلى جانب الرؤوس الحربية حتى توافق الولايات المتحدة على سحب أسلحتها النووية التكتيكية من أوروبا.
ومن الجدير بالذكر أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال يوم الأربعاء الماضي، إن ” الولايات المتحدة ترحب بفرصة إتمام اتفاق قائم على التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال الأسبوعين الماضيين لتمديد معاهدة نيو ستارت والحصول على النتيجة التي تفيد العالم بأسره، وتزيد من استقرار أخطر الأسلحة في العالم”.
اقرأ ايضا:
أمريكا: فرض عقوبات على رجال أعمال بـ روسيا وطباخ بوتين يدخل دائرة الإتهام