حررت بسنت حطبة، المعروفة إعلاميا بـ”فتاة المنصورة”، 23 سنة، طالبة محضر رسمي فى قسم الشرطة، ميت غمر ضد هيئة دفاع المتهمين في قضية التحرش الجماعي بتهديدها والتشهير بها لضغط عليها للافراج عن المتهمين فى قضاياتها وطلبت حماية الشرطة.
تعود بدايه الحكاية عندما تلقى اللواء رأفت عبد الباعث، مدير أمن الدقهلية، إخطارا من اللواء مصطفى كمال، مدير مباحث المديرية، بورود بلاغ لضباط مركز ميت غمر من ياسمين محمود العزب، وشهرتها بوسة حطبة، 23 سنة، طالبة بكلية الزراعة بعين شمس ومقيمة بمدينة ميت غمر، تؤكد فيه تعرضها للتحرش الجماعى من قبل مجموعة كبيرة من الشباب أثناء سيرها بشارع بورسعيد بمدينة ميت غمر مساء الخميس الماضى.
تظاهرة من أجل التحرش
وبتشكيل فريق بحث فريق وتفريغ الكاميرات بالشارع، تم تحديد هوية 7 شباب وهم “عبدالله. أ”، و”على. م”، “أحمد. س” ،”محمد. ه”، “محمد. ص”، “مصطفى. ه” و”محمد. ق”، وتتراوح أعمارهم ما بين 17 و19 عاما.
وكشفت كاميرات المراقبة وشهود العيان أن الفتاة كانت تسير بملابس شبه عارية بشارع بورسعيد، وفور مشاهدتها سار خلفها عدد كبير من الشباب يتعدى عددهم 200 شابا لمعاكستها، ثم تطور الأمر إلى لمس أجزاء من جسدها، وتحول المشهد إلى تظاهرة ومشادات بين الشباب وتجمع بعض الشباب لإخراجها من المكان.
وقررت نيابة قسم ميت غمر، اليوم الإثنين، حبس 7 شباب 15 يوما على ذمة التحقيقات لاتهامهم بالتحرش بفتاة وارتكاب فعل فاضح في الطريق العام، وتحرر عن الواقعة المحضر رقم محضر 3994 إداري قسم شرطة ميت غمر لسنة 2020.
اتهام الفتاة بالتحريض على الفسق
وتقدم 5 محامين كهيئة للدفاع عن المتهمين ببلاغ اتهموا فيه الفتاة بالتحريض على الفسق لقيامها بنشر صور وفيديوهات فاضحة على مواقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك”، و”إنستجرام”، ما أثار الشباب تجاهها أثناء سيرها بالشارع، وعلى إثر ذلك تقدمت الفتاة إلى قسم الشرطة بمحضر ضد هيئة دفاع المتهمين.
من جانبها، قالت والدة أحد المحبوسين على ذمة القضية، إن نجلها طالب في الصف الثالث الإعدادي، وعمره 16 عاما وكان متواجدا بالفعل في موقع الحادث، لكنه لم يكن من بين المتحرشين بالفتاة.
وتابعت الأم: “ابنى كان بيتفرج، وقالي: يا ماما دا حصل عندنا زي اللى حصل في المنصورة”، في إشارة لحادثة تحرش مماثلة في رأس السنة الماضية.
وأكدت أن هناك شهود رأوا ابنها وهو بعيد تماماً عن الحادث، وانه اكتفى بالمشاهدة، وتابعت: “ناس كثير شافوا ابنى وهو واقف بيتفرج ونصحوه بأنه يمشي لكنه فضل أنه يقعد يتفرج، ولما حكالى أنا قولتله إنت غلطان مكنتش وقفت في الخيبة دي”.
وعن اتهام نجلها بالتحرش بالفتاة، قالت: “أحضروا للبنت 15 واحد اختارت منهم 7، وتساءلت: منين في اللي أنت كنتى فيه وعرفتى تحددي وشهم.
وتابعت: لم نطلع حتى الآن على فيديوهات التي تدل على أن أولادنا كانوا متحرشين، أو ظهروا في واقعة التحرش”.
واستطردت: عاوزه دليل واحد يثبت أن ابني مذنب، لو أثبتوا»هولع فيه«هقول دا قليل ربايه، انا مرضاش كده على بناتي، لكن ابنى معملش حاجه.
وقال الخبير القانونى محمد رشوان، إن المتهمين يواجهون عقوبة هتك العرض طبقا لنص المادة 268، وعقوبات ذلك لمن تمكن من المتحرشين للمس جسد الضحية “بسنت” والتحرش اللفظي وخدش الحياء العام طبقا لنص الماده 306 و306 مكرر.
وبدورها قالت “بسنت” ضحية التحرش الجماعي بـ”ميت غمر”، إنها تبلغ من العمر 23 عامًا، وفي عامها الدراسي الثالث في الجامعة، وأثناء سيرها في شارع بورسعيد في ميت غمر مساء الخميس الماضي، تعرضت للتحرش الجنسي على يد 7 أشخاص، “عملوا عليا دائرة، ومسكوا كل حتة في جسمي”.
وأضافت “بسنت”، “معرفتش أقاومهم، وحد من الناس روحني وتاني يوم عملت المحضر، أنا تشجعت لما الناس دعمتني والأمن ساندني والنيابة شجعتني وأنا بشكرهم”.
وتابعت: “بس أنا دلوقتي خايفة أروح البلد، بيهددوني بالقتل وإلقاء مياه النار على وجهي، بيراقبوني في كل مكان تحت بيتي وعارفين كل تحركاتي والمحامي بتاعهم عمل فيديو لايف وطعن في شرفي وحدد مكاني اللي كنت فيه وده دليل أنهم بيراقبوني”.
وواصلت: “عاملين حملة تشويه في شرفي على الفيس بوك وعاملين هاشتاج وأنا دلوقتي بطالب بالحماية، التهديدات وصلتني من أكونتات شخصية لرجال أعمال وأنا لوحدي ومش قادرة عليهم، وهددوا صاحب العمارة اللي يقطن فيها أهلي وهيخرجوا من البيت بسببي وعاوزين يلفقوا لاخواتي قضايا”.
وأردفت باكية: “يرضيكوا أتنازل عن حقي؟ لترد الإعلامية لميس الحديدي قائلة: “إوعي تتنازلي عن حقك، أوعي مافيهوش كلام”، وردت قائلة: “أنا خايفة اتحبس من حملة التشويه، أرجوكم إضمنولي الأمان”.
من جانبه تقدم دفاع المتهمين بالتحرش بها ببلاغ ضد الفتاة اتهمها بإتيان أفعال فاضحة وشبهها المحامون بـ”سما المصري” وطالبوا بمحاكمتها.
الفتاة طلبت مبلغ مالي ومش هندفع جنيه
وقال خالد البري، المحامي، إن أسر الشباب السبعة المحبوسين حاليا يتعرضون لضغوط للتنازل عن المحضر، لافتًا إلى أن الفتاة طلبت مبلغًا ماليًا من كل متهم مقابل التنازل عن المحضر: “لن ندفع لها جنيه واحد”.
وأضاف أن 5 أشخاص من أهالي ميت غمر، تقدموا ببلاغ ضد الفتاة بقسم شرطة ميت غمر، وهو وكيلا عنهم، مشيرا إلى أنه أرفق بالبلاغ بعض الصور الفوتوغرافية التي تنشرها الفتاة علي حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي لعمل اللازم تجاهها، مشددا على أنها صور فاضحة وتحرض علي الفسق والرذيلة.
وأشار إلي أن الفتاة ارتكبت جريمة مؤثمة بنص المادة 187 من قانون العقوبات لتحريضها علي نشر الفسق والفجور، والمادة 265 مكرر من قانون العقوبات، مطالبا بالتحقيق الفوري في تلك القضية طبقا لتعليمات النائب العام، أسوة بجريمة سما المصري، وفتاة الأهرامات.
وأكد أننا نرفض أن يمس أحد الفتاة بالإيذاء في الشارع ولو بكلمة، إلا أن ما حدث كانت المجني عليها سبب رئيسي فيه، وتسببت في تجمع أكثر من 300 شاب حولها في شارع بورسعيد بميت غمر: “لا أدافع عن المتنمرين أو المتحرشين، وإنما أدافع عن أخلاقيات هي أساس في المجتمع المصري”.
اقرأ أيضا: