كتب – محمد طلعت
أحمد ويوسف شقيقان جاءا إلى الدنيا مثل أطفال كثيرين، لكنهما بعد ثلاث سنوات فقط من ولادتهما، حُرما من أبسط الأشياء التي يتمتع بها أقرانهم، بسبب مرض نادر أدى إلى تضخم في وجه هذين الصغيرين.
ابنا قرية “برج نور الحمص”، محافظة الدقهلية، يعيشان مأساة لا ذنب لهما فيها، يوميا، يتعرضان لضغوط نفسية ومحاولات تنمر، إلى جانب حرمانها من مظاهر اللعب والترفيه، وتعطل مسيرتهما بالدراسة، بينما الأب والأم أصبحا غير قادرين على نفقات علاجهما.
“أوان مصر” ذهبت إلى منزل أسرة الطفلين بمركز أجا، وتحدثت مع عائلتهما، للكشف عن كيف ومتى بدأ هذا المرض النادر، وإيصال صوتهم للمسئولين كيف يتمكنوا من علاج الطفلين، حتى يعودا للحياة بشكل طبيعي مرة أخرى.
من جانبه ناشد الطفل يوسف عن رغبته بلقاء رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي ، مطالبًا بعلاجه من هذا المرض الذي اصابه ، فيما قال الطفل أحمد ” نفسي أقابل اللاعب الدولي محمد صلاح.. نفسي ارجع العب كورة مع صحابي نفسي ارجع زي الاول”.
مولودين طبيعيين
عزيزة إبراهيم متولي، أم الطفلين، تروي لـ “أوان مصر”، قصة ما حدث بطفليها، فتقول: “ولادي مولودين طبيعي، لكن بعد 3 سنوات بدأت تظهر عليهم أعراض غريبة، أخذتهم للدكتور وروحت كشفت عليهم عشان أطمئن على أولادي، فقال لي إن عندهم تشوه في عظام الوجه، ومش هينفع نعمل أي جراحة غير بعد سن البلوغ”.
وأضافت الأم: “عملت كدة فعلاً، ولما كانت الحالة بتزيد كل شوية، أتصل بالدكتور وأقوله، فيقول لي اعملي إشاعات وهاتيهم، لغاية ما أحمد بقى عنده 8 سنوات وسنانه بدأت تقع، اتصلت بالدكتور تاني فقالي: دي حاجة طبيعية وبعدين جلد الفك هيطلع تاني، ومش هيكون فيه أي حاجة”.
نفسي صوتي يوصل للرئيس
وأشارت الست “عزيزة” إلى أن أحمد بدأ يظهر له “تجمع دموي”، تحت لسانه، فحولها الطبيب هنا إلى مستشفى المنصورة الجامعي. تروي: “اتحجزنا فيها 40 يوم والدكتور مضاني على إقرار إنه هيدخل أحمد العمليات، كنت مفكرة إنه هيشيل التجمع الدموي، دخل العمليات من 9 صباحاً وحتى 6 مساءً، وبعدين لقيتهم خارجين قاطعين من وش ابني حاجات كتير”.
وأكملت والدة الطفلين: “فضلت في المستشفى 25 يوم لحد ما الجرح لمّ شوية، لكن لدلوقتي سايب أثر، وأحمد مش متحسن ولا يوسف، ولما جيت بعد العملية بقوله يا دكتور إنت بوظت وش ابني، قالي هاتيه وتعالي تاني، بس أنا مروحتش”.
أما عن يوسف، فروت: “عملتله عملية في الفك، عشان كان فيه حاجة غريبة بتخرج من بُقه لبرا، ولحد دلوقتي مفيش أي تحسن”، وختمت كلامها قائلة: “نفسي صوتي يوصل للرئيس وللمسؤلين عشان يعالجوا ولادي”.
كانوا متفوقين في الدراسة
هيثم عبد العظيم، عم الطفلين، قال لـ “أوان مصر”: “أولاد أخويا كانوا كويسين جداً ومفيش أي حاجة فيهم، وكانوا متفوقين في الدراسة، لكن ظهرت علامات الورم على أحمد، وبعدين يوسفـ، ومن ساعتها وحالتهم بقت في تأخر مستمر”.
وتابع: “كشفنا عليهم في الأول في مستشفى المنصورة الجامعي، طلع أحمد عنده ورم في الفك مش بيعرف ياكل ولا يشرب، والورم قفل مجرى التنفس، فكان لازم نلجأ للجراحة فكانت المفاجأة، وهي عمل استئصال للفك وشالوا منه عضم كتير والفك السفلي انتهى”.
عايزين دكاترة يفهموا حالتهم
وبالنسبة لـ”يوسف”، قال العم إن الورم تمكن من وجهه بالكامل: “مش بيعرف يفتح عينيه غير بإيده، وكل شوية الورم بيزيد، ولما نتواصل مع الدكتور كان يقول وسعوا مجرى العين بإيديكم، لكن كان فيه تورم في الفك العلوي، وكان لازم نشيله عشان يقدر يتنفس، فلما شيلناه أصبح الوجه مشوه”.
وأكمل: “إحنا ولادنا دول أغلى حاجة عندنا، عايزين دكاترة متخصصين يفهموا حالتهم، بنجري عليهم من 8 سنوات، ولكن للأسف مفيش أي إستجابات”.
وختم: “العيال بتروح مننا، إحنا بناشد المسؤولين إنهم ينظرون ليهم بعين الرحمة”.