كتبت:_ هاجر بركات
عانت السياحة المصرية من عدة ازمات اطاحتا بالعاملين فى القطاع السياحى حيث بلغ حجم الخسائر التي تكبدها قطاع السياحة خلال الشهور الماضية 5 مليار دولار تقريبًا منذ ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وفق تقرير سابق عن مركز دعم المعلومات واتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء تحت عنوان “تداعيات فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي وانعكاستها على الاقتصادي المصري” وهو ما يقارب 26.3 مليار جنيه، ويبحث مستثمري قطاع السياحة عن حلول للتعافي من جديد… هل ستكون عودة السياحة الثقافية ومساهمة الداخلية حل لعودة الروح من جديد في القطاع، هذا ما سيجيب عنه خبراء السياحة في “أوان مصر “…
يقول إلهامى الزيات، رئيس مجلس إدارة مجموعة إمكو للسياحة ورئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية السابق، لا توجد أي مؤشرات حتى الآن لتعافي السياحة الفترة القادمة فلا توجد سياح تأني الان لمصر سوى بعض السائحين القادمين من دول كأوكرانيا بأسعار متدنية، لكن لا يوج سياح باعداد كبيرة، ولا أتوقع ان تتعافى السياحة بشكل جيد الفترة القادمة حتى مارس ابريل القادم كي نرى انه سينجح التطعيم ضد فيروس كورونا ام لا ، ويضيف الزيات، ان الدول الأوروبية تغلق من جديد كفرنسا وإنجلترا وهذا مؤشر ليس جيد بالنسبة لعودة السائحين كون هناك مشاكل خارجية ليست خاصة بمصر فقط.
ويشير الزيات، ان عدم قدرة قطاع السياحة علي التعافي الفترة القادمة سيؤثر بشكلٍ سلبي بكل تأكيد على العمالة وتغطية تكاليف الشغل، وأرقام انخفاض العمالة للقطاع في العام مخيفة بشكل كبير حيث هناك توقع بتوفير 249 مليون موظف حول العالم وبالتأكيد هناك نسبة لذلك في مصر بتسريح لموظفين القطاع.
وتابع الزيات، ان السياحة الداخلية ليس لها دور كبير في تعافي القطاع حيث انها لا تتعدى نسبة ال3 او 4% من نسبة السياحة في مصر خاصة وانها سياحة موسمية تتعلق فقط بالاجازات في مصر، على سبيل المثال السياحة الداخلية في الأقصر واسوان تعمل في فترة 15 يناير الى 15 فبراير فقط، والاقبال يكون اقل في موسم شم النسيم على الغردقة وشرم الشيخ.
ويشير الزيات، الى ان متوسط دخل الفرد الذي يرغب في السياحة الداخلية هو 6 الاف دولار في السنة، وهو ما لا يصل اليه دخل الفرد في مصر والذي يبلغ 3 الاف دولار فقط في السنة لذلك القطاع السياحي المصري يبتعد عن الاعتماد علي السياحة الداخلية بشكل كبير، لذلك لا تغني عن السياحة بشكل عام.
ويختتم الزيات، ان السياحة الثقافية هي الأخرى لن تكون مؤثر كبير في تعافي السياحة الفترة القادمة، فالفنادق العائمة ستعمل بنسبة 50 إشغال وهذا يعني ان ذات الأسعار العالية جدا والتي لا تتعدى السبعة او الثمانية هي من ستعمل حيث ان استهلاك الوقود الذي تعمل به المراكب أصبح اغلى سعرا، لذلك فان المراكب صاحبة الأسعار المنخفضة ان تعمل في الوقت الحالي، وهذا مقترن بوجود طلب أساسي من البداية.
ومن جانبه اكد إيهاب عبدالعال،عضو غرفة شركات السياحة وامين صندوق جمعية السياحة الثقافية، ان السياحة الثقافيةتعود للاقصر بدءمن سبتمبر الحالى للفنادق الثابته على ان يتم عودة الفنادق العائمة اكتوبر المقبل وذلك بناء على القرارت الرسمية لوزير السياحة ، ولكن الأمر الأهم هو طبيعة العميل القادم لتلك السياحة والذي يختلف عن القادمين لمحافظتي شرم الشيخ والغردقة حيث يكونوا قادمين من دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الامريكية والذين لن يتمكنوا من الظهور في ذلك التوقيت في ظل وجود المرحلة الثانية من جائحة كورونا بتلك الدول.
ويضف عبدالعال، اننا نقوم كمنفذين للسياحة الثقافية في محافظتي الأقصر واسوان المتمثلة في زيارة المعابد وغيرها من الأماكن الاثرية سنقوم بتجهيز الأماكن السياحية ولكننا غير متوقعين عمل حتى فترة 30/4 القادم سوى من 15:20% فقط السياحة، ويشير عبدالعال، الى ان الوزير في زيارته للاقصر الأيام الماضية أتطلع على المشاكل الخاصة بالفنادق العائمة ووعد بحلها متمثلة في مشاكل وزارة الري وهيئة الملاحة النهرية وكافة جهات الدولة، حيث انهم يطالبوننا بدفع المبالغ المستحقة عن فترة التوقف.
ويشير عبدالعال، ان السياحة الداخلية تعمل في محافظتي شرم الشيخ والغردقة الى حد ما وبالنسبة لمحافظات صعيد مصر ستنبدأ في التحرك بداية من شهر 11.
ومن ناحية اخرى اشار ثروت عجمي الخبير السياحى وعضو مجلس غرفة شركات السياحة بمحافظة الأقصر، كان له رأي حول ان السياحة الثقافية لن تعمل قبل حلول العام القادم، حيث لن تكون نشيطة خلال تلك الفترة، ويؤكد عجمي ان القطاع السياحي جاهز لاستقبال السائحين ولكن المشكلة تكمن في إقبال السائح نفسه، ولا توجد مؤشرات على تحسن القطاع الفترة القادمة، ويؤكد عجمي على ان للسياحة الداخلية دور مهم في وقت أزمات قطاع السياحة كما اثبتت من قبل انها عمود فقري للسياحة.
وأختتم عجمي، ان هناك أزمات طاحنة يواجهها جميع مستثمري السياحة في الوقت الحالي وهو ما يواجهه قطاع السياحة على مستوى العالم كله.