قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ العبري الحديث بجامعة الإسكندرية، والباحث في الشؤون الإسرائيلية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن الحريديم مجموعة من رافضي الصهيونية كانوا يعتبرون أنفسهم يهود فلسطين، وهم قنبلة في قلب المجتمع الإسرائيلي، بمعني أنها كانت لغم في تاريخ تأسيس الدولة الإسرائيلية، ولكن تم تأجيل الانفجار من خلال ما يعرف باسم اتفاق الوضع الراهن، حاليا اعداد الحريديم تتزايد.
باحث في الشؤون الإسرائيلية يتحدث لـ أوان مصر
وأضاف الباحث في الشؤون الإسرائيلية: “فالجميع يرغب في تعديل اتفاقية الوضع الراهن ،التي يتقاسم فيها المتدينين والعلمانين السلطة والنفوذ ،بمعني أن الحريديم وافقوا على قيام دولة إسرائيل، وعدم الاعتراض أمام لجنة الأمم المتحدة في هذا الصدد التي أتت لاستبيان الأمر ميدانيا قبل 48 في مقابل احتكارهم الزواج والطلاق والدفن، احترام السبت وعدم تشغيل المواصلات العامة في هذا اليوم، منحهم مخصصات مالية واسعة لمؤساستهم التعليمية التي لها أهداف تبشيرية، لها أهداف تسعى لزيادة أعداد الأنصار والتابعين”.
الحريديم يرفضون الخدمة العسكرية
واستكمل «أنور»: “حاليا المجتمع الذي يحارب هو مجتمع علماني يرى أنه يقدم تضحيات وهناك خسائر فادحة يتعرض لها، في حين الحريديم يرفضون الخدمة العسكرية، أو المساعدة الإدارية داخل جيش الاحتلال، هذا الأمر قد يفجر غضب العلمانيين في مقابل غضب الحريديم الذين يرفضون حتى التضييق الاقتصادي على من لا يخدمون”.
وتابع: “اعتقد الأحزاب الحريدية وهي موجودة داخل الحكومة الحالية ، يمكن أن تشعل الأمور وتأجج الشارع ،وبالفعل قطعت الطرق في أكثر من مكان، احتجاجا علي السعي لتعديل القوانين الخاصة ،بالتجنيد وفي المقابل يري العلمانيون بأن التدليل الذي يلقاه الحريديم أمر بات مستفز في ظل الحرب، في ظل الخسائر، فقد ينفجرون علي صيغة شارع في مواجهة شارع علماني غاضب، وشارع حريدي رافض للتجنيد بوصفه كفر، وضد الديانة اليهودية”.
الاندماج في الجيش يهدد حياة الحريديم الدينية
و أشار «أحمد فؤاد » أن اليهود المتشددون “الحريديم” يرون أن الاندماج في الجيش الاسرائيلي سيهدد أسلوب حياتهم المستمر منذ أجيال، وأن أسلوب حياتهم المتدين وتفانيهم في الحفاظ على الوصايا اليهودية يحمي إسرائيل بقدر ما يحمي الجيش القوي، وعلى الرغم من أن عددًا صغيرًا اختاروا الخدمة في الجيش، إلا أن الكثير منهم تعهدوا بمحاربة أي محاولة لإجبار الحريديم على القيام بذلك
واستكمل: “يعود الإعفاء الديني إلى تأسيس إسرائيل، وهو حل وسط توصل إليه أول رئيس وزراء للبلاد، ديفيد بن غوريون، مع الزعماء اليهود المتشددين للسماح لنحو 400 من طلاب المدارس الدينية بتكريس أنفسهم بالكامل لدراسة التوراة”.
وأضاف: “سيُطلب من معظم الرجال اليهود لا تفرقة بين علماني أو حريدي الخدمة لمدة ثلاث سنوات تقريبًا في الجيش، تليها سنوات خدمة احتياطية، وتخدم المرأة عامين إلزاميين”.
اسرائيل تدعم تجنيد الحريديم
وقال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أن هناك العديد من كبار الجنرالات والسياسين الإسرائيليين عن دعمهم لتجنيد الحريديم لتوفير دعم إضافي للجيش في الحرب على غزة ، وتطبيق مبدأ المساوة بين المواطنين حسب قولهم.
غضب النواب اليهود المتدينين
وأمام نتنياهو حتى يوم الاثنين لتقديم خطة للمحكمة “لتفكيك” ما وصفه القضاة بالنظام الذي يمنح امتيازات لليهود المتشددين على حساب العلمانيين، وفي حال ما إذا ما تسببت هذه الخطة في “غضب” النواب اليهود المتشددين، الذين يعتمد نتنياهو على دعمهم، فقد يتفكك ائتلافه وتضطر البلاد إلى إجراء انتخابات جديدة.
وختم حديثه لـ”أوان مصر” قائلًا: “هناك انقسامات بين مؤيد ومعارض مما سيزيد الأمور تعقيداً حيث قام الحاخام الأكبر في إسرائيل يتسحاق يوسف بالتهديد بمغادرة الحريديم لإسرائيل إذا أجبرتهم الحكومة الإسرائيلية على التجنيد”.
ولمتابعة صفحة أوان مصر على فيس بوك اضغط هنا