تواصل القيادة السياسية على تطوير مسيرة التعليم في مصر، ومؤخرًا صدق الرئيس على إنشاء 4 جامعات أهلية وهم “جامعة الملك سلمان الدولية، ويكون لها ثلاثة مقرات بمدن الطور، شرم الشيخ، رأس سدر، بمحافظة جنوب سيناء، وكذلك جامعة العلمين الدولية، ويكون مقرها بمدينة العلمين الجديدة، بمحافظة مطروح، وأيضاً جامعة الجلالة، ويكون مقرها هضبة الجلالة بمحافظة السويس، وجامعة المنصورة الجديدة بمحافظة الدقهلية.
وبحسب بيان وزارة التعليم العالي فإن الجامعات الأهلية بعيدة عن أهداف تحقيق الربح مثلما تقوم به الجامعات الخاصة، فهى جامعات تساهم في جودة مرحلة التعليم الجامعي من خلال برامج تعليمية متطورة، فضلاً أن فائض الدخل السنوي للجامعة يدخل في ميزانية الجامعة للعام الجديد.
ومن المقرر أن تقوم الجامعات الأهلية بإجراء أبحاث علمية عصرية فى مجالات ذات الأولوية لمصر والمنطقة العربية والأفريقية، كما تهدف إلى التميز المبني على معايير الجودة المصرية والعالمية، وتعمل على خدمة المجتمع وتنمية البيئة فى مصر بشكل عام، والبيئة المحيطة بالجامعة بشكل خاص.
وقالت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بيانها الأخير إن مصروفات المجالات في الجامعات الأهلية سيكون بها إضافات في حالة البرامج المطروحة للشراكة مع جامعات عالمية سواء كان تعاون أو اعتماد أو شهادات مزدوجة وسيتم الإعلان عنها قريبا.
ورصدت “أوان مصر” قائمة بأسعار المجالات المختلفة في الجامعات الأهلية وجاءت كالتالي
كلية الطب 105 ألف جنيه، كلية الأسنان 97 ألف جنيه، كلية العلوم الصيدلية 85 ألف جنيه، كلية العلاج الطبيعي 63 ألف جنيه، مجال علوم التمريض 31 ألف جنيه، مجال الزراعات الصحراوية 43 ألف جنيه، مجال العلوم الأساسية المقتدمة 48 ألف جنيه، مجال الغذاء والصناعات الغذائية 43 ألف جنيه، مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية 43 الف جنيه، مجال اللغات التطبيقية 43 الف جنيه، مجال الدراسات القانونية 45 الف جنيه، مجال العلوم الادارية 46 ألف جنيه، مجال السياحة والضيافة 40 ألف جنيه، مجال الانتاج الإعلامي 50 الف جنيه، مجال الفنون 49 ألف جنيه، مجال العلوم الهندسية 69 ألف جنيه، مجال علوم وهندسة الحاسبات 69 ألف جنيه، مجال العمارة 69 ألف جنيه، ومجال علوم وهندسة المنسوجات 58 ألف جنيه.
قصة أول جامعة أهلية في مصر وتحويلها لحكومية
بثينة عبدالرؤوف، خبيرة تربوية، قائلة إن الجامعات الأهلية ليست فكرة جديدة بل فكرة قديمة، فـ جامعة القاهرة كانت في الأساس جامعة أهلية.
وأشارت “عبدالرؤوف” إلى أن الجامعة الأهلية تعني أن يقوم المجتمع المدني بجمع وتوفير المال اللازم لبناء هذه المؤسسة سواء كانت تعليمية أو غير تعليمية على أن تقدم خدماتها شبه مجاني وليس مجاني، وتابعت: “قبل ثورة 23 يوليو 1952 كان الأهاي ينشؤون المدارس على نفقاتهم الخاصة لتعليم ابنائهم”.
وأكدت الخبيرة التربوية أن الجامعات الأهلية من المفترض تقدم خدمامتها للمجتمع إما بمنح مجانية أو شبه مجانية، ولكن ما تم الإعلان عنه بشأن الجامعات الأهلية فهى جامعات خاصة في الأصل وليس لها علاقة بالأهلية.
وحول آلية نجاح تلك التجربة ردت قائلة: “مفيش أليه للنجاح من الأساس أو نجاح لكون هذه الجامعات الأهلية مسمى فقط فهي جامعات خاصة لايستطيع دخولها أصحاب الدخول المتوسطة”، مؤكدة أن هذه الخطوة ستكمل مسيرة خصصة التعليم في مصر وإلغاء مجانية التعليم.
كما قالت بثينة عبدالرؤوف، الخبيرة التربوية، إن أول جامعة أهلية في تاريخ مصر جامعة القاهرة وكانت لا تخضع للتنسيق الجامعي، وتحولت بعد ذلك إلى جامعية حكومية بعد ثورة 1952.
وأشارت الخبيرة التربوية إلى أن بدايات جامعة القاهرة والتي كانت جامعة أهلية بمقابل مادي ولكن كان يسمح لأبناء الطبقات المتوسطة الالتحاق بها، فكان طه حسين يذهب للجامعة ويتلقى محاضرات في الأدب مقابل جنيه لكل محاضرة، وكان متوسط مصاريف التعليم آنذاك 100 جنيه في العام، حتى جاء الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وصدق على مجانية التعليم ومنها أصبحت جامعة القاهرة جامعة حكومية تخضع للتنسيق.
وأشارت “بثينة” إلى أن أجدادنا كانوا يتوظفون بالدبلومات وقليل جدًا ما كان يكمل المرحلة الجامعية ولهذا جميع أجدادنا يعشقون الرئيس الراجل عبدالناصر.
وعن المناهج هل تختلف الجامعات الأهلية الحالية عن الجامعات الحكومية أو الخاصة، رد قائلة إن المناهج واحدة في جميعهم، وجميعهم يخضون للتنسيق الجامعي وتحت إشراف وزارة التعليم العالي، أما بشأن قبول الطلاب بكليات القمة داخل الجامعات الأهلية مقارنة بالجامعات الأخرى، قالت إن ذلك يعود لعملية البيزنس، فأولياء الأمور لديهم استعداد دفع هذه المصروفات مقابل لقب الدكتور أو المهندس لابنه، فالمهارات الفردية أو مستوى تعليم الطالب لا يختلف كثيرًا عن التعليم الجامعي، مشيرة إلى أن الجامعات الخاصة بها طلاب نابغة فليس من الضروري كل من دخل جامعة خاصة فهو فاشل، وتابعت: “الجامعات الأهلية في مصر خطوة لإلغاء مجانية التعليم في مصر”.