كتبت _ سهام سعيد
تحل اليوم ذكرى انفجار مرفأ بيروت الذي حدث فى الرابع من أغسطس 2020 ، عام مر ومازال جرح اللبنانيون ينزف ، عام مر ومازالت مدينة بيروت تحمل آثار الإنفجار ، ومازال الأهالي يبكون ضحاياهم
نكبة بيروت ” ماذا حدث ” ؟
كان يظن الجالس فى منزله فى بيروت أنه آمن من مخاطر الحياة ، لم يكن يعلم أن يوم 4 أغسطس هو أخر آيامه ،ففي حوالي الساعة السادسة و 5 دقائق سُمع صوت دوي انفجار وصلت أصدائه إلى جزيرة قبرص، نيران مشتعلة ودمار شامل فى مرفأ بيروت والأحياء الشرقية للعاصمة اللبنانية
في المستودع رقم 9 في مرفأ بيروت حدث حريق هائل امتد إلى المستودع رقم 12، حيث كانت تُخزن شحنة من نترات الأمونيوم تبلغ 2750 طناً سببت ذلك الإنفجار الذي امتدت أضراره إلى المنازل والأبنية التي تقع على بعد 10 كيلومترات من موقع الانفجار.
وبحسب المحللين، فإن هذا الانفجار يُعدّ الأعظم على مر تاريخ لبنان، ولم يعهده اللبنانيون حتى في خضم الحرب الأهلية اللبنانية وعمليات القصف الجوي الإسرائيلية العنيفة التي استهدف بيروت صبيحة الغزو الإسرائيلي للبنان في عام 1982.
وقال مرصد الزلازل الأردني بيانًا، أن شدّة انفجار بيروت، تعادل طاقة زلزال بقوة 4.5 درجة على مقياس ريختر، لك أن تتخيل الأمر الأمر مفزع ومؤلم .
الخسائر البشرية :
في أعقاب الانفجار، أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية بأن عدد الجرحى كبير ولا يُحصى، وفي الساعات الأولى من الحادث، أشار جورج كتانة الأمين العام لمنظمة الصليب الأحمر اللبناني، بأن أعدادًا كبيرة من المصابين كانوا محاصرون في المنازل وداخل منطقة الانفجار.
وكان لا يزال «البعض منهم محاصر تحت الأنقاض» بينما رُفِعت الأشلاء التي انتُشلت من البحر وحُفظت في «البرّادات»، ، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن عدد الضحايا 205 قتيل ، و6500 مصاب ، وتم تشريد أكثر من 300 ألف شخص فى شوراع لبنان.
الخسائر الأقتصادية :
المصائب لا تأتي فُرادى، هي كلمة تنطبق بكافة معانيها، لما حدث في لبنان وقتما وقع ذلك الانفجار الكارثي لمرفأ بيروت.
لم يكن إقتصاد لبنان المنهار يتحمل أزمة جديدة ،حيث أدى الانفجار إلى «إبادة» القطاع السياحي برمّته، مع خسائر تقدّر «بأكثر من مليار دولار»، بحسب طوني رامي، نائب رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان، ونقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي فأن «70% من الكثافة السياحية في لبنان والتي تتركز في نطاق بيروت الكبرى.
قد طاولتها أضرار الانفجار، مباشرة وغير مباشرة، أكثر من 10 آلاف مؤسسة سياحية، من فنادق ومطاعم وملاهٍ ومقاهٍ وشركات تأجير سيارات وشقق مفروشة ومحلات وغيرها ، وتتراوح خسائر المؤسّسات بين عشرات آلاف الدولارات لبعض المؤسسات وعشرات الملايين لأخرى.
خصوصاً الفنادق التي تضررت غالبيتها، خصوصاً الكبيرة منها التي توقفت عن العمل مثل فينيسيا ولو غراي وهيلتون وفور سيزنز ومونرو وغيرها، أما الأضرار غير المادية فهي أشدّ ضخامة. إذ يشير رامي إلى أن «أكثر من 100 ألف عامل في القطاع السياحي من أصل 150 ألفاً أصبحوا بلا عمل ، كما توقف ميناء لبنان عن العمل ، حيث كان يستقبل أكثر من 3 الآف سفينة ، و70 ٪ من حركة التبادل التجارى فهو يعتبر من أهم 10 موانئ على ساحل المتوسط .
كما تم تدمير المخزون الإستراتيجي للقمح بشكل كامل ، بجانب تدمير المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية أدى لزيادة التدهور فى سعر العملة وغلاء الأسعار، فالخسائر الأقتصادية كانت كارثية مازالت لبنان تعاني منها حتى اليوم و لا أحد يعلم متى ستتعافى لبنان من أثر نكبة الرابع من أغسطس لعام 2020.