آلامي من غياب الفريق المصرى شبه الدائم عن المونديال سبق أن أوجزتها في آراء وكتابات منشورة منذ فضيحة “صفر المونديال” حين قررت مصر طلب استضافة البطولة الأهم، وعند التصويت كانت فضيحة مدوية لن ينساها التاريخ ولن يغفرها.
من الذي حرم مصر من الوصول لهذا الإبهار الكبير الذي حدث، هل قام الإتحاد المصري بدوره لنصبح هناك حيث العلم والنشيد المصري ، أم أن الخلل في اللاعب والمدرب والخامة ردئية؟! لا اعتقد أنها خامات وتدريبات ومهارات فمصر لديها الأنواع الفاخرة منها، إنما الخلل كان في الاستعداد والدراسة والتهيئة والرغبة والإخلاص والترتيب!
الأمر لم يعد لعبة وترفيه ومتعة، فقد دأبت الأكاديميات السياسية على جعل المسابقة قمة سياسية كبري بحضور العالم كله، هنا اللاعبون لا يلعبون، وإنما يتنافسون وهم يمثلون أممًا وشعوبًا وقبائل وطبقات اجتماعية وثقافات وحضارات، ومن خلال «الهجوم» و«الدفاع»، يحرزون أهدافًا معبرة عن «المصالح القومية».
تذكرت ما وجدته في تراث وزير الخارجية الأمريكى، هنرى كيسنجر، من قول بأن الولايات المتحدة لن تكون دولة عظمى حقًّا إلا إذا تعلمت «كرة القدم» التي يلعبها العالم، وليست تلك التي تلعب بها أمريكا باليد.
الآن وقد تملكت الحسرة قلوب عشاق الكرة من المصريين في عدم مشاركة منتخب بلادهم في بطولة كأس العالم، هل دعا الوزير إلى اجتماع مع الاتحاد المصري لكرة القدم لبدء الاستعداد للمونديال القادم، أم اكتفوا بالاهتمام بالدوري المصري واللطايف والقطايف والعك الذي لا ينتهى من لعب وحكام ولاعبين.. سنري وسنراقب وسنعاقب..