ظني أن اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج قد نجا من فخ المنافقين حوله، لقد طهّر المكان – بالماء والملح – منذ اللحظات الأولي التي حطت فيها أقدامه أرض سوهاج المباركة، إنه مسئول كبير سابق يعلم لعنات وتبعات كذب الفريق وتضليله على المسئول، فراح يتحرى بنفسه، يختبر من حوله، يستخدم كامل ما لديه من مهارة ضابط بوليس خبير في كشف معالم مسرح الأحداث بأشخاصه وتحدياته وفرصه ومخاوفه.
نجح الوزير طارق الفقي في خلق طفرة لا تخطئها عين في محافظة سوهاج وفق الامكانات المحدودة لمحافظة شحيحة إلى معدومة الموارد، مبعث الطفرة المشار إليها بالأرقام والإحصائيات هو أنه يصرف كل جنيه من الميزانية المقررة في مكانه ، لا مجال لبذخ ولا ترف وسفه، والتلاعب الذي تشتهر به بعض الهيئات والأشخاص كانت من الكلمات التي أطلق عليها الرصاص من مسدسه الميري.
معني أن يستقبل المحافظ المواطنين أسبوعيا في مكتبه – بحضور فريقه المعاون كاملا – ، ويساهم في حل أغلب المشكلات المعروضة من المواطنين ويحيل ما هناك نصوص قانونية بشأنها للدراسة؛ معناه أن الأبواب التي طالما كانت مغلقة منيعة عن المواطنين ، صارت بفعل وطنية محافظ مؤمن بأهمية التواصل المباشر مع الشعب، صارت متاحة مباحة لا يحتاج مواطني سوهاج إلى واسطة للجلوس مع رأس السلطة في المحافظة ، إنها سنة حسنة ابتدعها حكيم يعلم أن الشعب مصدر السلطات، وأن البعد عن الناس من الآثام السياسية الكبيرة عالية الكلفة.
لمسة واحدة من محافظ وطني وقور تضيف سمة وسمت لمحافظة سوهاج، محافظة يلتقي فيها “مديرها الكبير” بمواطنين – على مختلف مشاربهم- في موعد أسبوعي لا تبديل فيه ولا اعتذار عنه، وكأن طارق الفقي قد قرر فعلا أن يقتحم تاريخ سوهاج من أوسع أبوابه، ليس فقط بإنجازات وفعاليات وبناء ومشاركات، ومصالحات، وحل أزمات، إنما أيضا في ملف الإنسان ولو مالوش عنوان، الإنسان بهمومه ومتاعبه وغضبه وغبطته.
كل التحية لـ الوزير ، وشكرا على صنيعك الطيب لكل مواطن ومواطنة من أبناء محافظة سوهاج الوفيّه.