لم تقف الدول العربية مكتوفة الأيدي تجاه الحرب التي تخوضها مصر وسوريا تجاه دولة الاحتلال، بل إن الدول العربية المصدرة للنفط اتخذت قرارا شجاعا منعت فيه تصدير النفط للدول الداعمة لإسرائيل ، وكانت المملكة العربية السعودية بقيادة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله هي التي قادت عملية المقاطعة، مما سبب وقوف الكثير من الدول الغربية ضد دعم الولايات المتحدة لدولة الاحتلال ال إسرائيلي.
الدعم العربي لمصر وسوريا لم يقف عند قطع إمدادات البترول عن الدول الغربية، بل شمل أيضا المشاركة العسكرية في الحرب فأرسلت العراق والجزائر والمغرب والكويت والسودان والأردن عددا كبيرا من الألوية والكتائب المختلفة، للمشاركة في الحرب، مما أكسب مصر وسوريا روحا معنوية عالية أثناء الحرب.
ووجّه الملك فيصل بن عبدالعزيز نداءً إلى الزعماء العرب طالبهم فيه بضرورة تقديم كل أنواع الدعم والوقوف بجانب الدول الشقيقة المعتدى عليها وتخصيص مبالغ كبيرة لتمكينها من الصمود، وقادت السعودية معركة سياسية ودبلوماسية واقتصادية كبيرة وجبارة لخدمة المجهود الحربي العربي أسفرت في النهاية عن انتصار أكتوبر المجيد.
في 17 أكتوبر من عام 1973 وعقب اندلاع الحرب بأيام قرّر الملك فيصل استخدام سلاح البترول في المعركة، ودعا إلى اجتماع عاجل لوزراء البترول العرب في الكويت، وخلال الاجتماع تقرر تخفيض الإنتاج الكلي العربي بنسبة 5 %، وتخفيض 5 % من الإنتاج كل شهر حتى تنسحب إسرائيل إلى خطوط ما قبل يونيو 1967، كما قررت بعض الدول العربية حظر تصدير البترول كلية إلى الدول التي يثبت تأييدها لإسرائيل
وقامت السعودية بإعلان وقف بيع البترول للغرب لدفع الدول الغربية على إجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، كما أعلنت أنها ستوقف إمدادات النفط إلى أمريكا والدول الأخرى التي تؤيد إسرائيل في صراعها مع سوريا ومصر
عقب ذلك القرار السعودي التاريخي سارع هنري كيسنجر؛ وزير الخارجية الأميركي، بزيارة الرياض في 8 نوفمبر 1973، أملاً في الخروج بموافقة سعودية على استئناف تصدير النفط، لكنه ظل يناور ويراوغ فلم يجد سوى تصريحات قوية ومباشرة من القيادة السعودية مفادها أنه سيتم استئناف تصدير النفط بعد أن تنسحب إسرائيل من الأراضي المحتلة وأرسلت السعودية أمراء ووزراء سعوديين لتفقد القوات المصرية على جبهة القتال وتقديم الدعم والمساندة للقادة والشعب المصري.