جاء سؤال إلى دار الإفتاء المصرية يقول: ما حكم زيارة المزارات الدينية التاريخية بالمدينة المنورة؟ فإني قدِمتُ المدينة المنورة، وأريد زيارة بعض المزارات الدينية بها؛ كالمسجد النبوي، ومسجد قباء، وشهداء أُحد، والبقيع، وغير ذلك ممَّا بها من مزارات، فما حكم ذلك؟ علمًا بأن أحد أصدقائي أخبرني بأن هذا لا يجوز، وأنه بدعة.
حكم زيارة المزارات الدينية
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، أن المدينة النبوية المنورة مَهد الإسلام؛ قد شرَّفها الله تعالى وفضَّلها، وجعلها من خير بقاع الأرض، ودعا لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأهلها بالبركة، وجعلها حرمًا آمنًا؛ فعَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَدَعَا لَهَا، وَحَرَّمْتُ المَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَدَعَوْتُ لَهَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا مِثْلَ مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِمَكَّةَ» متفقٌ عليه.
أفضل بقاع الأرض
وتابعت، بل وشَرُفَتْ بِضَمِّ بُقعة هي أفضل بقاع الأرض على الإطلاق بإجماع العلماء، وهي البقعة التي ضمت الجسد الشريف لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
المعالم الدينية في المدينة المنورة
وأوضحت، تحظى المدينة المنورة بالعديد من المعالم الدينية التاريخية التي يرغب القاصي والداني في زيارتها من: مساجد؛ كالمسجد النبوي الشريف، ومسجد قباء، ومسجد القبلتين، ونحوها. وآبار؛ كبئر أريس، وبئر غرس، ونحوها. وجبال؛ كجبل أحد، ونحوه. ومقابر وروضات الصحابة والشهداء وعلماء الأمة وصالحيها؛ كشهداء أحد، والبقيع ونحوهم. وأودية؛ كوادي العقيق، ونحوه.
هل زيارة المزارات التاريخية بدعة؟
وأضافت، زيارة المزارات التاريخية الدينية بالمدينة المنورة من مساجد، وأودية، وآبار، ومقابر وروضات الصحابة والتابعين وعلماء الأمة وصالحيها، هي من أفضل القربات، وآكد المستحبات، وقد تواردت الأدلة ونصوص العلماء المعتبرين على ذلك. والقول بعدم جواز ذلك وأنه بدعة غير صحيح أبدًا، ولا يُعَوَّلُ عليه ولا يُلتَفَتُ إليه.