تناولت في الأسبوع الماضى أحد جوانب الحرب التي فرض على الدول النامية مواجهتها و بأساليب لم تعتاد عليها و بأسلحة لم تكن يومآ بارعة فيها.
و اليوم نتناول جانب هام في تلك الحرب التي تدور رحاها في جنبات العالم الافتراضي أو السوشيال ميديا ثم ما نلبث أن نرى أثارها في الواقع هذا الجانب هو الإشاعات و ترديدها حتى تصبح حقيقة في عقول الناس و نفاجأ بعد ذلك بأن الناس تتناولها كحقائق و لا تقبل من أحد أن يصوب لها هذه المعلومة أو الخبر المغلوط بل و يدافع عن هذه الشائعة كما لو كان هو متأكد من صحتها.
في الحقيقة.
إن سلاح الشائعات هو في حقيقته سلاح قد يكون أشد فتكآ من القنابل و على مدار السنوات الماضية شاهدنا العديد الشائعات التي رددها المصريين و تناولوها على إنها حقائق على الرغم من عدم صدقها فمن منا لا يتذكر شائعة إمتلاك مبارك سبعين مليار دولار في أمريكا و جلس المصريين يحسبون في عام ٢٠١١ نصيب كلآ منهم من هذا المبلغ حال آسترداده سيبلغ كم و غيرها و غيرها من الشائعات وصولآ اليوم إلى فيروس كورونا هذا الوباء الذى يضرب العالم أجمع و نرى اليوم كم الشائعات التي تتردد على مواقع التواصل الإجتماعى عن هذا الوباء و ذلك من دون معرفة مصدر المعلومة أو الخبر حتى تستطيع معرفة مصداقيته.
في الحقيقة إن الحكومات في كافة الدول النامية أصبحت في موقف لا تحسد عليه و فلا يوجد حل سريع لمشكلة الشائعات التي أصبحت تعصف بالدول و أصبحت تمثل أهم الأسلحة التي تستخدم في تحريك الشعوب و فرض حالة نفسية سيئة على الشعوب بل و قلب الأوضاع رأسآ على عقب داخل الدول إن الحل الوحيد لمواجهة الشائعات هو تبنى المصداقية و الصراحة و الوضوح من جانب الحكومات حتى لا يكون هناك جدار من الشكوك يستطيع أن يستغله العدو و يملؤه بالشائعات المغرضة.
كما ينبغي على الجميع محاولة التعامل مع البيانات الحكومية بالمصداقية و أن يحملها محمل الجد و ألا نردد الأخبار من دون معرفة مصدرها و في ذلك روى عن الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام عن حفص بن عاصم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع» صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و للحديث بقية طالما في العمر بقية