أكد المستشار محمد عبد الوهاب خفاجي أن الإبداع لا يعني استقلال أهل الفن بذاتهم بعيداً عن مشكلات المجتمع، بل إن حقيق الإبداع يكمن فى الخوض في مشكلات المجتمع والعيش فيه بالتناول وبالتحليل والتفسير والنقد والقدح والمعالجة للبحث عن حلول مبتكرة مستجدة والأخيرة هى رسالة الفن الحقيقى الهادف ، وإذا كان الإبداع عملاً فرديا أو جماعياً فهو رسالة مجتمعية تبغى الارتقاء بالمجتمع لرفع بنيته المعنوية نحو الأفضل, ومن ثم فإن الفنان الحقيقى الذى يعيش خالدا بين جمهوره هو الذى يجب أن يتجاوز ذاتيته الشخصية ورؤيته النفسية ليعبر بهما عن حقيق مجتمعه ليضيف إليه معان مستجدة من الايجابية والتقدم والرقى والفضيلة ولو على حساب ما يعالجه من ظواهر الرذيلة والجريمة ليستشرق المجتمع به ويساهم فى القدرة على تغيير المجتمع نحو الأفضل.
وأضاف المستشار محمد عبد الوهاب خفاجى أن الإبداع الفنى أو الثقافى هو عبارة عن موقف حر واع من الفنان والمبدع يتناول فيه ألوانًا من الفنون والثقافات تتعدد أشكالها وصورها ، وتتباين طرائق التعبير عنها ، فلا يتناول ما هو نقل كامل عن أخرين ، ولا ترديد لآراء وأفكار يتداولها غيره بل يتعين أن يكون بعيدًا عن التقليد والمحاكاة ، وأن ينحلّ عملاً ذهنيًا وجهدًا خلاّقًا ، ولو لم يكـن ابتكارًا كاملاً جديدًا كل الجدة ، وأن يتخـذ كذلك ثوبًا ماديًا فعمل الفنان المبدع لا ينغلق به استئثارًا ، بل يتعداه إلى الناس انتشارًا ليصبح مؤثرًا فيهم برسالته , فحرية الفن والإبداع صار تشجيعها مطلوبًا عملاً بالدستور الذى تكفل لكل مواطن مبدع بحرية الإبداع الأدبى والفنى والثقافى مع ضمان وسائل تشجيعها، مؤكداً بذلك أن لكل فرد مجالاً حرًا لتطوير ملكاته وقدراته ، فلايجوز تنحيتها أو فرض قيود جائرة تحد منها ، ذلك أن حرية الإبداع تمثل جوهر النفس البشرية وأعمق معطياتها ، وصقل عناصر الخلق فيها، وإذكاؤها كافل لحيويتها ، فلا تكون جثة هامدة دون حراك , وهى تكون جثة فنية لا فائدة ترجى منها إذا خلت من ثمة رسالة ايجابية تبعثها للمجتمع من وراء العمل الفنى.