قال الدكتور محمد خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المصري، أن تقارير المخابرات البريطانية ضد سيادة الدول تقوم على الافتراض المضلل , ومثالها أن تقارير المخابرات البريطانية بأن صدام كان يمتلك أسلحة دمار شامل وهو افتراض مضلل ولجنة تحقيق تشيلكوت Chilcot تدينها وتصفها بالتضليل ؟ إذ أن السير جون تشيلكوت – رئيس لجنة التحقيق البريطانية المستقلة المختصة بالتحقيق حول مشاركة بريطانيا في الحرب ضد العراق المشكلة فى 15 يونيه 2009 بقرار رئيس وزراء بريطانيا جوردون براون – انتقد تشيلكوت أجهزة المخابرات البريطانية لإصرارها على الاعتقاد الخاطئ بأن الزعيم العراقي يمتلك أسلحة دمار شامل , وحدد تقرير تشيلكوت سلسلة من الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها أجهزة المخابرات البريطانية والتي أنتجت معلومات “معيبة” حول أسلحة الدمار الشامل المزعومة لصدام حسين ، وهي أساس خوض الحرب ضد بلد عربى انهارت بسبب تلك الحرب .
تقرير لجنة تشيلكوت
ويضيف د محمد خفاجى أن تقرير لجنة تشيلكوت ينفرد بالنقد للسير جون سكارليت ، رئيس لجنة الاستخبارات المشتركة (JIC) ، وهي مجموعة شاملة تجمع عمل وكالات الاستخبارات الرئيسية ، ولا سيما النتائج التي توصل إليها جهاز المخابرات الخارجية MI6 , كما تعرض أيضاً رئيس MI6 آنذاك ، السير ريتشارد ديرلوف للانتقاد الشديد في واحد من أكثر الأقسام إدانة ، خلص التقرير إلى أن تونى بلير – رئيس الوزراء البريطاني الأسبق – قدم تقييمات وكالات التجسس إلى البرلمان بـ “يقين” لا تبرره المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها , وقد انتقد شيلكوت مجتمع الاستخبارات لفشلهم في القيام بأي محاولة جادة لكبح جماحه , وبالإضافة إلى ذلك ، انتقد أجهزة المخابرات بسبب عيوب كبيرة في جمع المعلومات الاستخبارية وتقييماتها ، ولا سيما اعتقادها بأن صدام كان يمتلك أسلحة دمار شامل.
ويشير د خفاجى أن تقرير تشيلكوت ذهب إلى إن مجتمع الاستخبارات عمل منذ البداية على “افتراض مضلل” بأن صدام كان يمتلك أسلحة دمار شامل ولم يبذل أي محاولة للنظر في احتمال أنه تخلص منها ، وهو ما كان لديه , وتقرير تشيلكوت خلص إلى أن: “المعلومات الاستخبارية التي تم تقييمها لم تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن صدام حسين استمر في إنتاج “أسلحة كيماوية وبيولوجية” ومن بين الإخفاقات الرئيسية الأخرى التي حددها Chilcot ضد المخابرات البريطانية ما يلي:
1-اعتقاد راسخ في مجتمع الاستخبارات بأن العراق احتفظ ببعض الأسلحة الكيماوية والبيولوجية. وخلص إلى أن العراق كان ينتج عوامل كيماوية وبيولوجية وأن هناك برامج تطوير لصواريخ بعيدة المدى قادرة على إطلاقها كان من قبيل الخطأ الجسيم .
2-أجهزة المخابرات لديها نقطة عمياء خطيرة حيث لم يكن هناك في أي مرحلة اقتراح بأن العراق ربما لم يعد يمتلك أسلحة كيميائية أو بيولوجية أو نووية أو برامج تم تحديدها وفحصها من قبل JIC أو مجتمع السياسة.
3- وهى نقطة خطيرة تبين انفراد المخابرات البريطانية المطلق دون تعاون من وزارة الدفاع البريطانية ويتمثل ذلك فى تقرير جهاز MI6 عن أسلحة الدمار الشامل كان يجب أن يُعرض على خبراء الأسلحة المعنيين في طاقم استخبارات وزارة الدفاع ، الذين أعرب بعضهم عن شكوكهم في امتلاك صدام لأسلحة الدمار الشامل .
تضليل جماعة الإخوان الإرهابية للشعوب الأخرى
ويختتم دكتور خفاجى بأن كل ذلك يبين منه تضليل جماعة الإخوان الإرهابية للشعوب الأخرى عن وكر مسلح بالعنف والتطرف ضد ثورة شعب وليس اعتصاما , وعلى مدى تدخل المخابرات البريطانية فى شئون سيادة الدول الأخرى بالتضليل والافتراء والكذب دون الاحتكام إلى الحقائق واحترام سيادتها , وغدا نعرض للجزء الثانى والأخير من تلك الدراسة الفريدة فى هذا الموضوع الذى يخص قضية شعب ووطن .