يخيل للبعض بأننا نرضخ لعوامل الطبيعة ونرضى بما وجدنا عليه أنفسنا ولا نحاول أن نغير لما نحن عليه ، ولكن هناك أشخاص غيروا هذه النظرية نظراً لما قدموه لنا في كل المجالات ومعنا نموذج واضح لهؤلاء الأشخاص وهو محمد الشناوي.
الشناوي أو ابن قرية الحامول ، واحد ممن صنعوا تاريخ وحفروا اسمهم بحروف من نور في حراسة المرمي المصرية ، ولكن كيف كانت بداية هذا الحارس العملاق الذي وقف كالسد المنيع في كثير من المناسبات سواء مع المنتخب المصري أو مع النادي الأهلي.
بداية صعبة
البدايات دائما ما تكون صعبة ولكن النهايات السعيدة نحن من نكتبها بإيدينا وذلك من خلال الصبر والمثابرة ، الشناوي نموذج يُقتدى به في الصبر ، فقد بدأ اللاعب مع ناشئ نادي الحامول ولكن بعدها جاءت إفتراجة الانتقال للأهلي عام 2002 وحتي 2009 ، ولكن عزيزي القارئ الشناوي لم يظهر مع الفريق الأول بالنادي الأهلي في أي مباراة ولم يعرف الجمهور هذا العملاق والسبب كلنا نعرفه وهو توهج الحضري في تلك الحقبة وعدم إعطاء فرصة للشناوي الذي وقتها كان مازال صغير على حراسة عرين المارد الأحمر .
رحلة طويلة في الملاعب
بدأ الشناوي رحلته الفعلية مع عالم الساحرة المستديرة عندما انتقل لطلائع الجيش عام 2009 وحتي 2012 ، صاحب ال32 عام كان كأي حارس مستواه لم يتطرق للممتاز ولم يلفت الأنظار إليه وأصبح طريق العودة للأهلي لم يكن بالأمر السهل ، فإذا أردت العودة عليك تقديم ما يساعدك على الرجوع لبيتك وناديك السابق .
التدرج في الملاعب
حاول الشناوي الرجوع والعودة للأهلي ولكن لم تخدمه الظروف ولم يؤهله مستواه في ذلك الحين على العودة ، فاللاعب بعد إنتهاء رحلته مع طلائع الجيش تمت إعارته لحرس الحدود عام 2013 ، ومن بعدها جاء انتقاله لفريق بتروجيت عام 2014 ، ومن هنا يمكن أن نسميها أنها نقطة الإنطلاق للسد العالي.
عودة الأمل والحياة للشناوي
عام 2016 أو عام السعادة بالنسبة للشناوي ، ففي هذه السنه عاد القائد إلى قلعة التتش بالجزيرة ، وبدأ رحلته مع الساحرة وابتدى تحدي جديد مع نفسه ، فاللاعب وجد نفسه أمام حراسة عرين النادي الأهلي بعد تراجع مستوى شريف إكرامي في تلك الفترة ، ولكن هل فرط في الفرصة أم أنه صنع التاريخ وتمسك بالأمل الذي عاد إليه من جديد ؟
تألق وإبداع وإقناع
بعد فترة عصيبة شهدها المارد الأحمر ومعه الحارس المونديالي ، ففي عام 2017 ودع الأهلي بطولة دوري أبطال إفريقيا على يد الوداد المغربي ، وفي العام التالي تحطمت الأمال الأهلاوية عقب خسارة نهائي الترجي ، ولكنها كانت استراحة محارب ، فالشناوي عاد وتألق مع المارد وحصد كل البطولات التي دخل في منافسة فيها باستثناء بطولة السوبر المصري أمام الزمالك ، وأصبحت الجماهير مدينة بالشكر والفضل للقائد الذي مكن الفريق من إحراز بطولات كانت عصيبة على النادي وظل سنوات يحاول معها ألا وهي الأميرة السمراء .
تسطير تاريخ جديد في المونديال
لم يتوقف الشناوي عند هذا الحد من الإبداع بل واصل تألقه وزحفه نحو إقناع الجمهور كونه الحارس الأول والأفضل في مصر ، ففي عام 2018 وتحديداً في كأس العالم بروسيا ، أظهر الحارس الأفضل في مصر تألق وإبداع أمام العالم وأمام المنتخب الأوروجواياني الذي ظل الشناوي أمام هجومه كالحارس المنيع وحصل على جائزة أفضل لاعب في الجولة الأولي من كأس العالم ، ومن هنا استمر الإبداع والتألق وأصبح الحارس الأفضل في مصر بل في إفريقيا .
كتابة مجد وشهادة حق
الشناوي لم يقف عند هذا الحد من الإبداع بل في الحقيقة هو أدهش الجميع من تألقه ، فاللاعب صنع مجد جديد بكونه أصبح أول حارس مصري في التاريخ يشارك في كل البطولات القارية ، فقد شارك في دوري أبطال إفريقيا مع الأهلي ، كما شارك مع المنتخب في المونديال بروسيا ، وكأس العالم للأندية مع المارد ولم يشارك كضيف عادي بل تألق وكان سبب رئيسي في حصول الأهلي على المركز الثالث وحصد البرونزية ، وكأس الأمم الأفريقية مع المنتخب عام 2019 ، وأخيراً مشاركته التاريخية مع المنتخب الأولمبي في أولمبياد طوكيو ، صحيح لم يتأهل المنتخب لدور نصف النهائي ولكن بشهادة الجميع الشناوي أبهرنا جميعاً واستحق التواجد والتأهل لحصد ميدالية كانت ستكون تاريخية لمصر في الأولمبياد .
الاجتهاد والصبر أساس النجاح
لذا عزيزي القارئ إذا أردت النجاح فعليك بالإيمان بأن تستطيع ، أن تؤمن بموهبتك وتؤمن بأنك تقدر على تحقيق ما تتمناه ، كما عليك إغتنام الفرصة إذا سنحت لك ، وقتها ستجد نفسك بمكانة لم تكن تتخيل نفسك بها في يوم من الأيام ، الشناوي هو ملخص كلماتي ، فهو اجتهد وصبر وامن بأنه يمتلك إمكانيات تساعده على الإبداع، لذا أصبح نموذج يُقتدى به في عالم كرة القدم.