سياسة الغرب مع العرب لن تتغير، فهي تسير وفق مصلحتى اولا والكيل بمكيالين، هذا ما حدث بالفعل في الازمة الليبية.
الناظر للموقف الاوربي وبخاصة الموقف الألماني يرى أنها تسعى وكأنها “الأم الحنون” أن توقف القتال والصراع الدائر على الآراضي الليبية، لكن المثير للسخرية، أن يكون السلاح المستخدم في المعارك الليبية ألمانية الصنع والمورد.
لقد عقدت برلين قمة عالمية برعاية عصبة الأمم المتحدة ومنظماتها، داعيتا الأطراف المتصلة بليبيا لهذا الإجتماع من أجل التوصل لاتفاق ملزم للأدراف جميعها بوقف القتال والصراع الدائر في ليبيا، وخرج المجتمعون بتوصيات ملزمة لوقف الصراع، لكن القتال لم يتوقف.. ما السبب؟
معلومات صادمة
كشفت معلومات أن برلين صدرت منذ مطلع العام الجاري أسلحة بملايين اليوروهات لأطراف مختلفة لها صلة بالنزاع في ليبيا.
وكانت الحكومة الألمانية منذ بداية هذا العام، وافقت على تصدير أسلحة لعدة دول لها دور في النزاع الليبي.
وبحسب رد وزارة الاقتصاد الألمانية على طلب إحاطة من النائبة البرلمانية عن حزب “اليسار” سيفيم داغدلين، وافقت الحكومة الألمانية على تصدير أسلحة لقطر منذ أول ينايرالماضي حتى 4 فبراير الجاري بقيمة 4.3 مليون يورو، من بينها أسلحة حربية تقدر قيمتها بنحو 81400 يورو.
كما وافقت الحكومة الألمانية على صادرات أسلحة للإمارات في نفس الفترة الزمنية بقيمة تبلغ 50.6 مليون يورو، وتركيا بقيمة 18.6 مليون يورو.
أسلحة وذخيرة
هذه الكميات من الأسلحة دخلت إلى الآراضي الليبية، واشعلت الصراع الدائر في آراضيها، في حين عقدت القمة الأوربية في ألمانيا لوقف هذا الصراع، لكن الحقيقة التي تخفى هي أن المانيا تصدر الأسلحة لليبيا.
وطالب حزب “اليسار” بوقف تصدير أسلحة إلى الدول المشاركة في النزاع الليبي. وقالت داغدلين: “من يمهد الطريق لحظر أسلحة، لا ينبغي له أن يكافئ بصادرات أسلحة أولئك الذين ينتهكون هذا الحظر بوقاحة وعلى نحو سافر”.
وتتصارع في ليبيا مايفوق حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600.
هذه القوي المتصارعة تتشكل من الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا.
أبرز تلك القوى، “داعش” أو تنظيم “الدولة الإسلامية” والذي دخل ليبيا في أكتوبر 2014. وفي ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي.
ومنها كتائب مصراتة، وهي فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل.
الفصائل المتقاتلة
وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
ومنها فجر ليبيا، حيث كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بالمحظورة وضم ميلشيات “درع ليبيا الوسطى” و”غرفة ثوار طرابلس” وكتائب أخرى من مصراته، وفي 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و”الجيش الوطني الليبي” بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
ومنها جماعات متحركة في الصحرا، حيث يعتبرون فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.