قال الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية والهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية: “إن المواطنة ليست منحة بل نتيجة كفاح وعرق، ومن ثم لابد من مواجهة خطاب الكراهية ببناء جسور وثقافة السلام”.
وأضاف: “فى السنوات القليلة الماضية، تمت عولمة خطاب الكراهية، فلم يعد خطابا محليًا، ولم يعد مرتبطًا بمجتمع معين، بل أثرت العولمة فى نقل هذا الخطاب عالميًا، وأصبح تأثيره مذهل ومؤثر للغاية”.
وتابع زكى: “وسائل التواصل الاجتماعى هى أحد كنوز التقدم الإنسانى فى المرحلة الحالية والقادمة؛ لأنها هزمت الأمية الحديثة بشكل غير مسبوق، فالقلم والورقة صنعا نقلة نوعية فى تاريخ البشرية، ولكن لم يستطع الإنسان أن يتعامل مع المعرفة بقدر ما تتيحها مواقع التواصل الاجتماعى، أما النقلة المعرفية التى ارتبطت بمواقع التواصل الاجتماعى مذهلة، ولم تحدث من قبل، فهناك فيض معلوماتى غير مسبوق”.
وأشار إلى أن هذه السيولة فى المعلومات لها تأثيرات سلبية وإيجابية، ولكن الفبركة أحد تحديات مواقع التواصل الاجتماعى على مستويين “فبركة الخبر، وفبركة الصورة”؛ مما تسبب فى اهتزاز مفهوم الحقيقة، وذلك بسبب تضارب المعلومات والأفكار وتشابكها، مضيفًا: “أما فبركة الصورة فهى الأخطر؛ لأنها ترتبط بالحقيقة، وهذه العملية أدت إلى إعادة إنتاج صور جديدة وخطابات كراهية مختلفة لم يكن يتوقعها الفرد من قبل”.
وأوضح رئيس الطائفة الإنجيلية والهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية أن خطابات الكراهية أصبحت تنتج، ويعاد إنتاجها بطريقة غير متوقعة وخطيرة جدا، ففى علم التفسير نقول لا يجوز التفسير دون السياق أو أسباب التنزيل، ولكن مع الفبركة تم إجهاض السياق، ومن ثم يصبح خطاب الكراهية خطرًا لابد من التعامل معه محليًا وعالميًا.
واختتم رئيس الطائفة الإنجيلية حديثه فى مؤتمر مواجهة خطاب الكراهية بالإسكندرية، حديثه بأن خطاب الكراهية لابد من تحليل بنيته المكونة لهذا الخطاب؛ إذ يرتبط بالتعليم، والثقافة، والإعلام، والخطاب الدينى، وهى مكونات تشكل العقل المعاصر، وقد كان من المهم أن نرصد كيف تعامل التعليم، والثقافة، والإعلام، مع هذا الخطاب؟