تعد مصر من البلدان الاكثر كثافة بالمقارنة بعدد السكان في بلدان قارة افريقيا ، ومن هذا المنظور يوضح أن مصر هي أكبر تعداد سكاني على مستوي قارة افريقيا ، هذا ينطبق على أزمة الزبالة والمخلفات التي تتواجد في الشارع بعرض مستمر ، حيث تعتبر هذه القضية ، هي من أهم القضايا في الوقت الحالي لما يترتب عليها من أمور صحية وإجتماعية وعيشة كريمة في الوقت الحالي .
لكن رغم ذلك تعتبر الزبالة كنز مصري يجب استغلاله، فقد قيمت الصين قيمة الزبالة المصرية بـ 5 مليارات دولار سنويًا ، مؤكدة أن القمامة المصرية من أغنى أنواع القمامة العالمية بشهادة العديد من الجهات العالمية، حيث إنها مليئة بالمواد العضوية بسبب إلقاء المصريين ما يزيد على 30% من بقايا الغذاء فى صناديق القمامة، ما يساهم فى انتاج 14 مليون طن من الأسمدة العضوية الكافية لزراعة 2 مليون فدان جديد على سبيل المثال.
تعد مشكلة الزبالة في الشوارع المصرية هي واحدة من المشاكل التي يعيشها المواطن المصري من بعد ثورة 25 يناير بصفة مستمرة ، حيث هناك تكاعث مستمر من جهات الدولة المسؤلة عن هذا الملف ، حيث أنها لاتقدم الحل الجزرى للموضوع ، وان تلك المشاهد أصبحت سمة غالبة فى كثير من المناطق الشعبية، وامتدت أيضاً للعديد من المناطق الراقية، الأمر الذى يدق ناقوس الخطر منذرة بالمخاطر التى تحاصر الأهالى سواء انتشار الأمراض والأوبئة والكلاب الضالة والقواض فضلا عن الروائح الكريهة.
نقيب الزباليين
أكد شحاتة المقدس، نقيب الزبالين، أن هيئة النظافة بمحافظة الجيزة، تعرقل حركة عملهم فى تنظيف شوارع المحافظة وكشف نقيب الزبالين تفاصيل حول فرض الهيئة غرامة 10 آلاف جنيه على أى سيارة تابعة للنقابة تقوم بمهام عملها فى محافظة الجيزة، بحجة عدم حصولها على تصريح من المحافظة، مشيرًا إلى أنه كثيرًا ما يستنجد به المواطنون لإزالة القمامة فى الشوارع مثلما حدث فى أرض اللواء خاصة أهالى شارع أحمد الخطيب والشهير بالمنطقة بـ«شارع الزريبة» لما يتكدس أمامه من تلال القمامة، وشارع 10 بأرض اللواء الكائن أمام شارع الشهداء.
وأشار نقيب الزبالين إلى أنه تم التعاقد مؤخرًا مع شركة بالجيزة، بهدف تنظيف شوارع محافظة القاهرة والجيزة دون وضع صناديق القمامة عن طريق 3 ورديات عمل، يقوم من خلالها العمال بتنظيف الشوارع أولاً بأول، وبدأت بـ3 أحياء من ميدان الجيزة وحتى آخر المنيب، وهناك مرحلة أخرى للوراق وإمبابة وغيرها من المراحل التى تنهى على الأزمة فى المناطق الشعبية.
وقال: فئة «الناكشين» هم أعداء الزبالين فهم يقومون بالنكش فى القمامة وبعثرتها، لافتًا إلى وجود أماكن مخصصة للمواد الصلبة بعدة مناطق تخدم القاهرة الكبرى وهى «منشية ناصر، الخصوص، طرة، المقطم، المحور».
يوجد 93 ألف زبال مقيد ومشترك فى النقابة التابعة للنقابة العامة للعاملين بالنظافة وتحسين البيئة والتى تتبع اتحاد العمال، مضيفًا أنه يتم رفع 16 ألف طن من الزبالة يوميًا فى القاهرة الكبرى.
الازمة الاقتصادية و الزبالة
و وفقًا لأحدث تقارير الاقتصادي حالة البيئة فى مصر، تنتج مصر سنويًا نحو ٩٠ مليون طن من المخلَّفات الصلبة، تبلغ حصة المخلَّفات البلدية منها حوالى ٢٢ مليون طن سنويًا، بمعدل ٥٩ ألف طن يوميًا من المخلفات البلدية الصلبة.
وأضاف: يتولد نحو ٤٧% من كمية المخلفات البلدية عن ٤ محافظات فقط هي: القاهرة، والجيزة، والقليوبية، والإسكندرية، فى حين تنتج محافظات الدلتا السبع مجتمعةً ٣٧٪ من إجمالى كمية المخلفات، وتنتج باقى المحافظات ١٦٪ من جملة المخلفات البلدية الصلبة.
وتابع: لا يزيد التخلُّص الآمن من هذه القمامة على 20%، والبقية لا يجرى تدوير أكثر من 15% منها، فى تظل نسبة 85% الباقية فى المقالب العشوائية المنتشرة.
وبحسب ما أكده الخبير إن تعدد الجهات المسئولة عن ملف القمامة، كان السبب وراء فشل تلك التجربة، وفتح الباب لانتشار “النباشين”، إذ تتوزع المسئولية على وزارات التنمية المحلية والبيئة والكهرباء، علاوة على المحافظات ورؤساء الأحياء.
وكان خالد الشافعي الخبير الاقتصادي، قال في تصريحات صحفية سابقة،إن أولى طرق حل أزمة القمامة تكمن فى إنشاء كيان مستقل عن كل الوزارات تكون وظيفته النظافة، تتولى تلك المنظومة، وتعمل على تطوير وزيادة عدد مصانع تدوير القمامة، تغليظ العقوبات على القاء القمامة فى الشوارع، واستحداث منظومة فى كل حى بحيث يكون ابناء الحى هم المسئولين عن جمع القمامة من البيوت ويتم توظيفهم من خلال عمل شركات صغيرة بشروط ميسرة.. وتتولى تلك الشركات الصغيرة نظافة الحى بالكامل، والتعاون مع نقابة “الزبالين” فهى تمتلك القدرة على التعامل مع المخلفات بالقاهرة والمحافظات، ولديها أسطول يبلغ 30 ألف عربة نظافة و8300 مصنع صغير لإعادة تدوير المخلفات.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن من ضمن الحلول إنشاء منظومة جيدة يمكن أن نستفيد من المخلفات من خلال معالجة 60% منها بالطرق الميكانيكية وتصنيع السماد والوقود البديل، ومعالجة جزء من المخلفات حراريًا لإنتاج الوقود الكهربائي، ويمكن دفن الأجزاء غير القابلة للتدوير فى مدافن صحية، غير ضارة بالبيئة.
من ضمن الحلول أيضا التى تزيد من دخل مصر، قال «الشافعي» تدوير القمامة يسمح بتوفير حوالى 250 ألف فرصة عمل سنويًا، مشيرا إلى أن قيمة طن القمامة تصل إلى 6 آلاف جنيه فى حالة الاستفادة منه فى عمليات التدوير أو تصديره للخارج.
وتابع: الصين تقيم قيمة الزبالة المصرية بـ 5 مليارات دولار سنويًا من الممكن أن تدخل خزانة الدولة مباشرة ، مؤكدا أن القمامة المصرية من أغنى أنواع القمامة العالمية بشهادة العديد من الجهات العالمية، حيث إنها مليئة بالمواد العضوية بسبب إلقاء المصريين ما يزيد على 30% من بقايا الغذاء فى صناديق القمامة، ما سيساهم فى انتاج 14 مليون طن من الأسمدة العضوية الكافية لزراعة 2 مليون فدان جديد على سبيل المثال.
وأشار الخبير الاقتصادى إلى أن الزبالة تساهم فى إنتاج 3 ملايين طن ورق وإنتاج أعلاف الماشية التى نستورد اغلبها من الخارج وتابع: المخلفات العضوية والصلبة يمكن استخدامها فى تصنيع البلاستيك وفى تصنيع الأجهزة الكهربائية، كما أن الاستثمار فى تدوير القمامة يخفض المبالغ التى تتحملها الدولة لعلاج الفئات غير القادرة والتى تصل إلى ما يزيد على 900 مليون جنيه من جراء انتشار الأمراض الوبائية فى مصر.