الديانة الإبراهيمية/مما لا شك فيه أننا نعيش منذ نشأة الديانات وحتى وقتنا هذا على معرفة بالديانات الثلاث الشهيرة (اليهودية، المسيحية، الإسلام)، وجميع هذه الديانات تجمعت على توحيد لا إله إلا الله، وشهادة نبي الله المرسل بالديانة قلبا وعقلا.
ومطلع الشهر الجاري، عقد الازهر الشريف مؤتمرا صحفيا سنويا، لـ “بيت العائلة المصرية”، بمناسبته العاشرة، وخلال كلمة للإمام أحمد الطيب أشار إلى دعوات صريحة لما يسمى بالديانة الإبراهيمية، وهذا اللفظ غريب على مجتمعاتنا ومعتقداتنا، والذي تهدف تلك الديانة إلى جمع الرسالات السماوية الثلاث على مبادئ عدة مشتركة فيما بينها.
وفي تعليقها على تلك المصطلح لـ أوان مصر، قالت الكاتبة والمفكرة فاطمة ناعوت، إننا لدينا ثلاث ديانات إبراهيمية: هي اليهودية والمسيحية والإسلام ولا أعلم ما يسمى بالديانة الإبراهيمية الواحدة ولست مشغولة بالقراءة عنها فالأمر لا يعنيني. أما الديانات السماوية الثلاث فيعود تسميتها إلى أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام “خليل الله”.
وأشارت فاطمة ناعوت، إلى أنها لم تقرأ فيما تسمى بالديانة الإبراهيمية أو تفاصيلها، وغير مشغولة بها، منوهة أنها لا تميل إلى تصديق مقولة أن “الغرب هو صاحب الفكرة.. لأنها ليست من الذاهبين مع نظريات المؤامرة وما إلى ذلك”؛ معللة أن الغرب ليس منشغلا بفكرة محاربة الأديان والأفكار، بل مهتمون بالصناعة والتفكير الذي غاب عننا لسنوات طويلة لأننا نقتتل ويهاجم كل منا دين الآخر بدلا من التركيز في بناء الوطن وإنمائه.
وتابعت الكاتبة فاطمة ناعوت: “لن نخرج من دائرة التردي الفكري ما لم نتحرر من فكرة محاربة الآخر دينيا، فليعبد كل إنسان ما يريد وليعتنق كل إنسان ما يشاء من عقائد وليحترم كل إنسان حرية أخيه في اعتناق ما يشاء من عقائد دون تكفير، ولنتعاون معا لبناء جمهوريتنا الجديدة العظيمة مصر كما يفعل الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ما هي الديانة الإبراهيمية؟
حتى الآن، ليس هناك أي إعلان رسمي للديانة التي تعرف بـ”الديانة الإبراهيمية الجديدة”، إذ ليس لها أسس أو أتباع أو كتاب،وإنما هي مشروع بدأ الحديث عنه منذ فترة، أساسه العامل المشترك بين الديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية، باعتبارها أديان إبراهيمية، نسبة إلى النبي إبراهيم.
وقد بدأت الترويج لـهذه الفكرة في إطار “إقامة السلام بين الشعوب والدول بغض النظر عن الفروقات”،والهدف الأساسي والمعلن لهذا المشروع، هو “التركيز على المشترك بين الديانات والتغاضي عن ما يمكن أن يسبب نزاعات وقتالا بين الشعوب”.
ما سبب ظهور الديانة الإبراهيمية الآن؟
ومنذ ذلك الوقت أثار مصطلح الديانة الإبراهيمية جدلا واسعا على السطح ويخبو منذ أكثر من عام.
لم يفهم كثيرون لماذا تحدث الإمام عن هذا الأمر الآن، والبعض لم يسمع بهذا المصطلح قط قبل حديث الطيب.
الإطار العام للكلمة التي ألقاها شيخ الأزهر هو التعايش بين معتنقي الأديان المختلفة.
إذ أن بيت العائلة المصرية، جاءت فكرة تأسيسه بعد حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية في مصر، في حديث بين البابا شنودة الثالث ووفد من الأزهر.
فمن المنطقي والمتوقع أن يكون الحديث عن التعايش والتسامح بين الأديان.
أحمد الطيب: ما هو هذا “الدين الجديد”؟
ويبدو أن شيخ الأزهر رأى هذا الإطار ملائما للتعليق على مشروع ما يعرف بالديانة الإبراهيمية الجديدة.
بدأ الطيب الحديث عن الأمر بالقول إنه يريد “التنبيه قطعا للشكوك التي يثيرها البعض بغرض الخلط بين التآخي بين الدينين، الإسلامي والمسيحي، وبين امتزاج الدينين وذوبان الفروق والقسمات الخاصة بكل منهما، خاصة في ظل التوجهات والدعوة إلى الإبراهيمية”.
وقال إن هذه الدعوات تطمح فيما يبدو إلى “مزج المسيحية واليهودية والإسلام في دين واحد يجتمع عليه الناس ويخلصهم من بوائق الصراعات”.
اقرأ أيضا: السيسي: مصر تؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية التكامل الإقليمي والقاري وتنمية التجارة البينية