تعيش مصر خلال الفترة الأخيرة حرب شائعات لا مثيل لها، ما جعل هذه الظاهرة محل نقاشات عدّة، إذ تم تناولها في البرلمان المصري، وتم التطرق إليها في برامج التوك شو والفضائيات، والشائعة هي خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع و تُتداول بين العامة ظناً منهم على صحتها. ودائماً ما تكون هذه الأخبار مثيرة لفضول المجتمع و تفتقر إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحتها.
ومع بروز وسائل التواصل الاجتماعي وتعدد مجالات استخدامها أصبحت مصطلحات: التضليل الإعلامي، والشائعات الرقمية، والمحتوى الرقمي الزائف، أكثر شيوعاً مما كانت عليه في الأعوام الماضية، وقد تزامن ذلك مع تطور مفهوم النشر؛ إذ أصبح عملية سهلة للغاية نتيجة غياب القيود وعدم وضوح القوانين المنظمة، وفي هذا الإطار سهلت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير من عملية تبادل المحتوى الرقمي الزائف؛ لتحقيق مكاسب أيدولوجية أو اقتصادية أو سياسية وغيرها.
ونتيجة لتلك المخاطر المرتبطه بعمليات نشر وتداول المحتوى الرقمي الزائف، سعت بعض الدول لفرض عدة قوانين تساهم في الحد من انتشار هذا المحتوى، والذي قد يتسبب في اثارة الفتن وزعزعة الاستقرار الداخلي وتهديد الأمن الاقتصادي، إلا ان السياق الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، وعدم قدرة الدول على محاصرة ما بهذه الوسائل من محتوي رقمي زائف نتيجة لتوظيف خورازميات الذكاء الاصطناعي في بث آلاف الاخبار عبر الحسابات الوهمية والدعاية المبرمجة، جعل من الخيار القانوني المًشار إليه أداة غير فعالة بشكل كبير لحل تلك المشكلة الشائكة.
وبوجه عام تدور تلك القوانين حول 10 مبادئ لمكافحة الشائعات الرقمية تتجسد في: تجنب ترويج معلومات من مصادر غير موثوقة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم الاستجابة بسهولة لأي أقوال تردد ، وتجنب محاول إحباط شائعة أو معلومة غير صحيحة بترويج معلومات مضادة، ووجوب التعامل مع أصحاب الصلة بالموضوع عند الاستفسار عن أي معلومات، والمبادرة إلى تقديم أدلة تفسد الشائعة، وعدم اتخاذ القرار بناء على ما يُسمع فقط، والتحلى بشفافية كبيرة لقتل الشائعات وتجنب الغموض، والإيمان بوجود أسرار لا يجب أن يطلع عليها الجميع أو تطلق الشائعات عنها، والتوقف عن التكهن بالأمور غير المعروفة لأن انتقال الكلام يحوله إلى شائعة، أن الهدف من الشائعة مصالح فردية أو جماعية أو زعزعة الاستقرار.
خلاصة القول أن الشائعات أصبحت سلاح نشطاء الفوضى فى العالم لزعزعة استقرار الدول.. وأصبحت الظاهرة عالمية.. وتحولت الأخبار الكاذبة إلى وقود الحرب الاقتصادية بين الشركات بعد أن ساهمت السوشيال ميديا فى تأجيج الأكاذيب فكان لزاماً على العالم تدشين حملات إلكترونية للتوعية الإعلامية ودحض الكذب الرقمي.