منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وانقلب العالم رأس على عقب، حيث شهدت الأسعار ارتفاع كبير، وسجل سعر برميل النفط 116 دولار للبرميل لأول مره منذ 8 سنوات، وذلك بعد مقاطعة كبرى شركات الطاقة العالمية للخام الروسي، بعد غزو موسكو لأوكرانيا.
وصعد خام برنت 116 اليوم الخميس، بنسبة 7 %، وهو أعلى مستوى لُه منذ 2008 ، ليستمر في تحقيق مكاسبة خلال الاسبوع إلى ما يقرب من 10%.
وكان منتجي النفط في أوبك+ قد اتفقوا يوم الأربعاء مجددا على زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يوميا في أبريل، رافضين بذلك دعوات تطالب بزيادة أكبر من أجل خفض أسعار النفط التي بلغت أعلى مستوى في ثمانية أعوام.
ويذكر أن قال جو بايدن، الرئيس الأمريكي، إننا عملنا مع 30 دولة لضخ 60 مليون برميل نفط من الاحتياطيات حول العالم
ووفقًا لـ فاينانشال تايمز، أن الطلب على النفط الروسي شهد انهيار كبير منذ بداية الحرب، حيث أكدت شركة “إنرجي أسبكتس” الاستشارية إن 70% من الخام الروسي “يكافح للعثور على مشترين”.
ولم يتوقف الارتفاع على أسعار النفط فقط، بل ظل مستمر حتى وصل للغاز الطبيعي الأوروبي، حيث صعد بنسبة 50 %، ليصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 185 يورو لكل ميغاواط/ساعة.
السيناريو الأسوأ لم يأت بعد
على ذات المنوال أكد وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يوم الأربعاء، أن “السيناريو الأسوأ لم يأت بعد”، مشيرًا غلى أن روسيا ما زالت مستمرة في إرسال الغاز، لكن على بلاده الاستعداد للقادم؛ لأنها “قد تضطر إلى استمرار تشغيل محطات الطاقة التي تعمل بالفحم”، حيث تزود روسيا أوروبا بنحو 40%.
وتوقع طارق الرفاعي، الرئيس التنفيذي لمركز “كوروم للدراسات الاستراتيجية” في لندن، أن يستمر أسعار النفط في الارتفاع، مشيرًا إلى أنه سوف يظل سعر البرميل 115 دولاراً أميركياً للبرميل على المدى القصير، وفقاً لتقدير الموقف الحالي.
وأكد الرئيس التنفيذي لمركز “كوروم للدراسات الاستراتيجية”، في تصريحات صحفية، أن أسعار النفط سوف ترتفع بشكل أكبر من الوقت الحالي، وذلك في حالة استمرار الحرب وعدم وجود حل واضح لوقف هذا النزيف.
ويرجع سبب تعثر الشركات الروسية في بيع النفط، إلى العقوبات التي فرضت عليها وعزل بعض الشركات الروسية عن نظام سويفت المالي العالمي، ورغم ذلك هناك مشترون للخام الروسي وفي مقدمتهم الصين، مذكراً بصعوبة السيطرة على مبيعات النفط الإيراني إبان فرض العقوبات على إيران.
بحسب مجموعة “إي إن خي” المالية العالمية، فإن روسيا تعد ثالث أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتصدر عادة حوالي 7.5 مليون برميل يوميًا من النفط ومنتجات الطاقة الأخرى، وتأتي أوروبا في مقدمة مستهلكي النفط الروسي، بنسبة تُقدر بحوالي 53 في المئة منه، بينما تعد آسيا مشتر مهم آخر؛ حيث تشتري نسبة 39 في المئة من إنتاج الخام الروسي.
من المقرر أن تجتمع منظمة أوبك وحلفاؤها – ومن بينهم روسيا – في وقت لاحق يوم الأربعاء لمناقشة مستويات الإنتاج. لكن على الرغم من الاضطرابات في أسواق النفط، من المتوقع أن تلتزم المنظمة بخطتها لزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يومياً في أبريل.
أوبك غير مستعدة لتغيير سياستها
ويعلق الرئيس التنفيذي لمركز “كوروم للدراسات الاستراتيجية” على نهج إنتاج أوبك بقوله إن هذا الإجراء كان متوقعاً، مشيراً إلى أن أوبك غير مستعدة لتغيير سياستها في هذا الوقت، وهو ما يعده الرفاعي “أمرا مهما للحفاظ على استقرار أسواق النفط”.
عن المخاطر المستقبلية على أسواق النفط يقول: “تداول النفط مبني على التوقعات الجيوسياسية، مع وجود تخوفات من انتقال الحرب إلى دول أخرى في أوروبا”.
يشار إلى أن خام الأورال الروسي هو عنصر أساسي لمصافي التكرير في شمال غرب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط. ومن بين المشترين ألمانيا وإيطاليا وهولندا وبولندا وفنلندا وليتوانيا واليونان ورومانيا وتركيا وبلغاريا؛ وفقًا لشركة بلاتس.
ومع ذلك، فإن عددًا من المصافي الأوروبية، بما في ذلك نيست الفنلندية وبرييم السويدية، تبتعد الآن عن النفط الروسي وتبحث عن الإمدادات في أماكن أخرى.