الحكاية بدأت بـ علاقة محرمة وانتهت بالدم
هنقول كل حاجة والله يا بيه إحنا أصلًا كنّا رايحين نخدره ونسرقه بس المنوّم مأثرش فيه.. بهذه الكلمات بدأ المتهمين بقتل لواء جيش يمني داخل مسكنة بطريقة وحشية وسرقته.
تحقيقات النيابة العامة
كشفت تحقيقات النيابة العامة بالجيزة، عن اعترافات المتهمين بـ قتل “اللواء حسن بن جلال العبيدي“، يمني الجنسية، داخل مسكنة الكائن بمنطقة العشرين-فيصل التابعية لمنطقة بولاق الدكرور، والذي تمكن ضباط البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة من القبض عليهم بعد 18 ساعة فقط من ارتكاب جريمتهم الشنعاء.
اعترافات العقل المدبر للجريمة “دينا”
وجاءت اعترافات العقل المدبر للجريمة وتدعى “دينا” أمام جهات التحقيق: “أنها تعرفت على المجني عليه في منطقة وسط البلد وتحدثا سويًا ثم طلب استضافتها في شقته بمنطقة فيصل ببولاق الدكرور، الثراء الواضح على المجني عليه كان كفيلًا بتفكير المتهمة في الاستفادة منه بأي طريق فاتصلت هاتفيًا بمسجل خطر تربطها به علاقة غير شرعية واتفقت معه على الذهاب إليه سويًا وسرقة أمواله ومتعلقاته.
وحددت العقل المدبر “دينا” مع المجني عليه موعد اللقاء وهو الخميس الماضي وقبل الموعد المتفق عليه اتصلت به هاتفيًا للتأكد من العنوان فطلب منها إحضار فتاة أخرى للاستمتاع بوقتهم، وفي هذا الوقت ضمت الخطة فرد ثالث، حيث استعانت المتهمة بشقيقتها من الأم “منة”.
وللمغريات بسبب الغناء الفاحش الذي ظهر على الضحية أمام أعين المتهمة الأولى، تطور الأمر لإضافة فرد رابع للخطة وهنا استعانت “منه” بصديقها “عسلية” لمساعدتهما في الجريمة واتجهوا الأربعة لمنزل المجني عليه بعدما أعد عشيق دينا أقراصًا منومة وسلاحًا أبيض “مطواة” لتنفيذ الجريمة.
وأضافت “المتهمة الرئيسية” في اعترافتها، أنهم عندما وصلوا للعنوان صعدت هى وشقيقتها إلى الشقة، بينما انتظر الشابان على مقهى قريب حتى تستدعيهما الفتاتان للصعود فور خلود الضحية للنوم، مر وقت واتصلت إحدى الفتاتين بصديقها وأخبرته بأن أقراص المنوم التي وضعتها للضحية في العصير لم تؤثر به، وما زال متيقظًا فرد عليها قائلًا: “مش هنستنى أكتر من كده إحنا هنطلع نخلص عليه خالص افتحي الباب”.
فتح الباب للجناة للتخلص من المجني عليه
واستكملت المتهمة، أنها تسللت دون لفت انتباه الضحية وفتحت باب الشقة للشابين اللذين دخلا وأجهزا بشكل مفاجئ على الضحية وانهالوا جميعًا عليه بالضرب وعندما حاول الاستغاثة بأقاربه الذين يقيمون معه بذات العقار أقحموا قطعة قماش داخل فمه لمنع صوته من الخروج.
وتابعت المتهمة قائلة إنه مع استمرار مقاومته كبلوه من اليدين والقدمين حتى استطاعوا السيطرة عليه، وتخلل ذلك ضربات متتالية من المتهم الرئيسي “رمضان” الذي أخرج المطواة وسدد بها عدة طعنات في جسد الضحية حتى سقط قتيلًا بين أياديهم.
المسروقات
وأكمل المتهمون اعترافاتهم قائلين إنه فور الانتهاء من جمع ما استطاعوا العثور عليه، مثل “7 آلاف دولار و7 آلاف ريال و50 ألف جنيه مصري، وطقم قهوة، مكواة شعر، بلاي استيشن، 5 ذراع تحكم، عطور وبرفانات حريمي ورجالي، إكسسوارات، 14 فلاش ميموري، أوراق شخصي، 3 تابلت، 3 هواتف محمولة، ساعة يد وكميات من العود”.
وتابعوا في اعترافتهم أنهم غادروا الشقة بعد الاستيلاء على مفتاح سيارة القتيل وقادوها مسرعين عائدين لمنزل المتهمة دينا، حيث قسموا جزءًا من المسروقات فيما بينهم، واحتفظ “رمضان” بالجزء الباقي، وتوجه لابنة طليقته طلب منها إخفاء تلك المسروقات لديها وعاد لمنزله بمنطقته المنيرة الغربية، بعدما ركن السيارة في منطقة إمبابة بعيدًا عن منزله حتى تهدأ الأمور ويقوم مع باقي المتهمين بالتصرف في المسروقات والسيارة، إلا أنهم فوجئوا بالقبض عليهم بعد 48 ساعة من ارتكاب الجريمة، حيث نفذوها فجر الجمعة وألقي القبض عليهم مساء الأحد بعد 18 ساعة فقط من عثور أجهزة الأمن على جثة المجني عليه.
الجدير بالذكر أن كشفت التحريات التي عكف فريق البحث خلال ساعات قليلة اكتشاف شقيق المجني عليه الجريمة في تحديد هوية المتهمين، حيث التقط فريق البحث الخيط الأهم من خلال “الشاهد الصامت” حيث رصدت كاميرا مراقبة دخول فتاتين في توقيت معاصر للجريمة للعقار محل شقة المجني عليه ثم تلاهما دخول شابين بعد فترة قليلة علاوة على رصد كاميرا مراقبة لسيارة الضحية يستقلها 4 أشخاص تتطابق مواصفاتهم الجسدية مع الأشخاص الذين دخلوا إلى العقار وخرجوا بعد 30 دقيقة وهي المدة التي استغرقوها في تنفيذ الجريمة.
وتولى فريق البحث تعميم نشرة بأوصاف السيارة على جميع الأكمنة وتتبع خطوط سير السيارة والمتهمين حتى تحددت أماكنهم وانتشرت عدة مأموريات في ذات التوقيت وألقت القبض على المتهمين.
أحداث الواقعة
ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، القبض على المتهمين بـ مقتل اللواء اليمني حسن العبيدي، داخل مسكنه، بشارع العشرين بمنطقة فيصل، التابعة لقسم شرطة بولاق الدكرور بالجيزة.
وشكلت الأجهزة الأمنية فريق بحث موسع قاده اللواء هاني شعراوي، مدير المباحث الجنائية بالجيزة، كشف لغز واقعة مقتل اللواء حسن بن جلال العبيدي مدير دائرة التصنيع الحربي في وزارة الدفاع اليمنية، داخل شقته في شارع العشرين بمنطقة فيصل التابعة لمحافظة الجيزة، من خلال سماع أقوال الشهود، وأقارب المجني عليه وتخصيص فريق عمل كامل للتوصل إلى الجناة عبر جمع جميع المعلومات، والبيانات اللازمة تجاه واقعة مقتل المسئول اليمني وإجراء تحريات شاملة عن المجني عليه، للتوصل إلى المعلومات الكافية عنها أو استخدام طريقة أخرى تساعده في جمع البيانات حول الواقعة.
جثة اللواء اليمني
ولجأ فريق البحث المكبر الذي ضم ضباط من الأمن العام والمباحث الجنائية، إلى سماع أقوال شهود العيان حول غموض العثور على جثة اللواء اليمني، بالأخص أصدقائه والجيران، وأقارب المجني عليه وأصحاب المحلات وحارسي العقارات وأصحابها، للتوصل إلى معلومات وبيانات بعينها لتقودهم إلى التوصل للجناة، والقبض عليهم.
وضم فريق البحث المكلف بكشف الجريمة والتوصل لهوية مرتكبيها ضباط على كفاءة عالية من الأمن الوطني والأمن العام والمباحث الجنائية بالجيزة، والمساعدات الفنية، وعمل خلال الساعات الماضية على جمع معلومات عن الضحية وعلاقاته والمترددين عليه وكافة المتواصلين معه خلال الأيام الماضية، فضلا عن تفريغ جميع الكاميرات المحيطة بمسرح الجريمة.