التنين الصيني وإن تحرك في السياسة الخارجية ببطء، فإنه يتحرك في مسار التطوير العسكري بسرعة فائقة، وخاصة حينما نتحدث عن الطائرات المسيرة “الاستراتيجية”. حيث كشف تسريب جديد من الوثائق المسربة، أن الجيش الصيني سيتمكن قريبا من نشر طائرة تجسس من دون طيار ستصل سرعتها إلى 3 أضعاف سرعة الصوت.
البنتاجون عادة ما ينظر إلى التفوق الصيني في مجال الأسلحة الفرط صوتية باعتباره مهددا للأمن القومي، ووفق وكالة بلومبيرج فإن البنتاغون قال إن الصين تسبق روسيا في مجال تطوير الصواريخ الفرط صوتية وربما قد تكون نشرت بالفعل أسلحة قادرة على ضرب الأهداف الأمريكية بالمحيط الهادئ.
المسيرة الصينية التي تشير إليها تسريبات الوثائق هي “WZ-8″، وهي بالفعل ضمن ترسانة الجيش الصيني. ووفقا لخبراء فبإمكان هذه المسيرة مهاجمة المقاتلات الأمريكية الأحدث طراز إف-35، وإف-22.
وفقا للتسريبات الأخيرة، فإن الجيش الصيني يخزن الطائرات المسيرة في قاعدة جوية بشرق البلاد تبعد حوالى 500 كم عن شنغهاي، وتعد تلك الطائرات نظام مراقبة متطور، يستطيع الإفلات من منظومات الدفاع الجوي نظرا لسرعتها العالية، ويمكنها جمع بيانات الخرائط في مناطق الصراع الساخنة مثل مضيق تايوان وما حوله.
وفقا للتسريبات فإن الجيش الصيني أنشأ بشكل شبه مؤكد أول وحدة جوية للطائرات المسيرة في القاعدة الجوية بشرق البلاد التي تقع تحت قيادة المسرح الشرقي للجيش الصيني.
تحولت الصين من سياسة “الكُمون الاستراتيجي” إلى السياسة النشطة وتحدي الولايات المتحدة عسكريا، ففي هذه الأثناء تواجه حاملة الطائرات الأمريكية نيميتز نظيرتها الصينية شرق تايوان، في اصطفاف كبير ومرعب للقوة البحرية للجانين لم يحدث منذ سنوات.
مازالت الولايات المتحدة تتفوق تكنولوجيا وعسكريا في المواجهة البحرية، لكن اللافت أنه للمرة الأولى تحرز الصين تفوقا عسكريا على الولايات المتحدة في مجال الأسلحة الفرط صوتية، فعلى الرغم من استمرار برامج التطوير الأمريكية، إلا أن الصين تسبق بكثير.
الأسلحة الفرط صوتية لم تُختبر بعد في الميدان باستثناء 3 ضربات صاروخية نفذتها روسيا في أوكرانيا، لكنها تعتبر أسلحة المستقبل، فهل تحرج الصين الولايات المتحدة في هذا المضمار، أم أن المناطيد الصينية ستتصدر الواجهة من جديد؟.