تحقيق – سماح عثمان
تناطح السحاب تبلغ أطوالها أمتارا ومرتفعات عالية تخترق أسلاكها شرفات المنازل، تهدد حياة الآلآف الذين يجاورونها، آلاف المواطنين أصيبوا بأمراض خطيرة بسببها “أبراج الضغط العالي” قنابل معلقة في الهواء تصدر شرارات كالبرق بأصوات عالية كصوت الرعد، حين تلامس شخصا تقتله بلا رحمة، وعند سقوط الأمطار تتساقط معها على رؤوس لاتتركها دون تشويه، الآلآف يستغيثون منها وخصوصا مع قدوم فصل الشتاء وقبل أن تتناقل صفحات السوشيال ميديا أخبار صعقهم بالكهرباء.
حدائق الأهرام لاتضع البشر في الاعتبار
حين تدخل بوابات حدائق الأهرام تجد هدوء داخلها تتمنى وكأنك تعيش يوماً واحد بها ولكن حين تدخل ترى أمام عينيك بطول الاربع بوابات أبراج الضغط العالي وسط العقارات وبين كل برج وآخر مسافة تقل عن متر تقريبا.
أم تامر تحدثت قائلة، أصوات ذبذبات أبراج الضغط العالى لم يغفل لابني جفن بسببها وعلى الرغم من ذهابنا إلى المسئولين لم ينظر احد إلينا فالخوف ايضا من تأثيرها الطبي على المدى البعيد، ولكن لم يعترف أحد بخطورة تلك الأبراج وعلى الرغم من ذلك يقومون بتزويدها يوماً دون وضع البشر في الاعتبار.
حيث أكدت أم تامر أنها كانت توجد منذ فترة سيدة تدعى علياء كانت حامل في حين قامت بوضع اطفالها فوجئت بتشوههم، وبعد أن أجرت الأشعة الطبية أكد لها الطبيب أنها تتعرض لذبذبات كهرباء باستمرار عن قرب.
عزبة الهجانة..عشش تموت صعقا بالكهرباء
الحاجة ليلي من سكان عزبة الهجانة تبلغ من العمر 44 عاماً شقيقة سعاد التى توفت منذ شهرين، تروي ليلي قصة موت شقيقتها سعاد وأسرتها بأسلاك الضغط العالي.
تقول، شقيقتي سعاد كانت متزوجة ولديها طفلين وتسكن بغرفة صغيرة مكونة من خوص وكانت تقع فوق سطح عقار، حيت كانت تنام سعاد كل ليلة هى و زوجها والخوف والرعب يملأ قلوبهم، كانت دائماً تغمض عينها وبها ألف دمعة عما يخفي لها الظلام هي واسرتها حتى جاء اليوم المشئوم الذى ظلت سعاد تخشي منه طوال عمرها فنامت يوماً هى وزوجتها وأطفالها على الأرض، حيث من شدة الهواء انقطع سلك الضغط العالى الموضوع فوق المنزل مباشرة حيت صعق الخوص المغطاه بغرفة سعاد فصعقت الأسرة بأكملها وفي نفس الوقت توفيت سعاد وزوجها وأسرتها وعلى الرغم مما حدث لم يستجب أحد لتلك الحادثة ولم يتحرك المسئولين تجاه تلك المشكلة الخطيرة التى تواجههم يومياً .
طبيب مخ وأعصاب: القاطنين بالقرب من الكابلات أكثر عرضه للإصابة بالسرطان 11 ضعفا
قال الدكتور محمد عبد العليم أستاذ المخ والأعصاب أن أبراج الضغط العالي لها تأثيرات ضارة علي جسم الإنسان و تعرضه للإصابة بسرطان المخ وسرطان الدم والثدى، حيث يكون الاشخاص الذين يعيشون بالقرب من الكابلات الكهربائية أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 11 ضعفا من الذين يعيشون بعيداً عنها، وتؤدى إلى خلل بالخلايا المُنتظمة بالجسم، والإصابة بالعديد من الأمراض الأخرى، مثل أمراض الجلد، والعيون، والمخ، والرئة، وأمراض القلب، وتشوه الأجنة، واضطراب الدماغ، وتدمير البناء الكيميائى لخلايا الجسم وتعطيلها، واضطراب إفراز الأنزيمات في الجسم، واضطراب معدلات الكالسيوم.
ويضيف أستاذ أمراض المخ والاعصاب في تصريح لــ”أوان مصر“، أن الأمراض التي تم ذكرها ربما تكون الإصابة بها على المدى الطويل، إلا أن التعرض لموجات الضغط العالي تصيب الإنسان بصورة وقتية بالخمول والكسل والرغبة الدائمة فى النوم والشرود والهذيان والإرهاق النفسي والعصبي والصرع وضعف الإبصار.
وأكد أن ، ذبذبات الكهرباء ينتج عنها صداع مزمن مما قد يتسبب فى تنشيط الخلايا السرطانية فى الجسم وخصوصا بالمخ كما أنه يتسبب فى تشويه الأجنة لدى الحوامل ، لذلك أنصح المواطنين بالابتعاد بقدر الإمكان عن أماكن وجود أبراج الضغط العالي ونقل المساكن بعيدا عنها .
كابلات الضغط العالي قنبلة في قلب المساكن
أكد المهندس عبد المجيد جابر أستاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة، أن كابلات الضغط العالي بمثابة قنبلة في قلب المناطق السكنية وشرارة نار يمكن أن تشتعل في أي لحظة خصوصا في أوقات المطر والشتاء.
وقال جابر في تصريح لــ”أوان مصر“، من المفترض أن تكون مساحة الحرم السكاني بين أبراج الضغط العالي تتراوح ما بين 25 متر يمنياً و25 متر يساراً، وهذا من المفترض أن يوضع في الاعتبار عند تركيب أبراج الضغط العالي، ويحبذ أن تضع ابراج الضغط العالي في اماكن بعيدة عن مناطق الكتلة السكانية ولكن دائماً ما تحدث تلك المشكلة في المناطق العشوائية.
فعند وضع أبراج الضغط العالي نضع في الاعتبار كهيئة تخطيط خروج الموجات الكهرومغناطيسية التي تؤثر على الانسان والحيوان وتسبب الأمراض الخطيرة مثل السرطان والربو، وللخروج من تلك الأزمة لابد من إزالة أبراج الضغط العالي التي اصبحت تحيط بها كثافة سكانية أو يمكن تحويلها من أبراج هوائية إلى كابلات كهربائية.