تقدم وزارة الهجرة بالتعاون مع الأزهر الشريف، حلقات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، «الإمام الطيب»، يوميا في شهر رمضان المبارك؛ حيث يتناول البرنامج مجموعة من القيم والأخلاق التي يجب أن يتحلى بها كل شخص والتي من شأنها الارتقاء بالأمم والمجتمعات
يستكمل شيخ الأزهر حديثه في الحلقة الثانية والعشرين من برنامج الإمام الطيب في رمضان، موضحا أن “العدل” من القِيمِ التي نفتقدُها في أحيانٍ كثيرة بمجتمعاتِنا في معاملاتِنا وتصرفاتِنا العاديَّةِ، وأنها من أوجبِ الصفاتِ التزامًا وتطبيقا في جميع مناحي الحياةِ؛ فهي معيار أو ميزان يزنُ الأمور كلَّها،والعدل يستلزمُ “الإنصاف”، كما يستلزمُ “المروءة والاستقامة” والترفع عن صغائر الأمور.
العدل هو الإنصاف بين الناسِ
وتابع فضيلته، أن العدل هو الإنصاف بين الناسِ، والتعامل معهم باعتدالٍ لا مَيْلَ فيه ولا عوج، وأنه يجب الحرصُ الشديد على “إقامةِ العدلِ” في المواطِنِ التي يصعُبُ فيها عادة على المرءِ أن يلتزِمَ فيها بواجب العدل فيما يفعلُ أو يقولُ، مع الأعداءِ والأولياءِ على السواءِ، ومع القريبِ والبعيدِ على قدمِ المساواةِ.
وشدد فضيلة الإمام الأكبر على ضرورة أن يلتزِم المؤمن بقولِ الحقّ في الدنيا، ولا يحابي فيها غنيًّا من أجلِ غناه، أو قريبًا من أجل قَرابتهِ، لافتا إلى خطر “العدل” في قضيةِ تعدُّد الزوجاتِ، وكيف أن مجرَّدَ الخوفِ من عدم تحقيقه يَمنعُ المسلمَ شرعًا من التعدُّدِ: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً﴾، موضحاً أن الوقوفَ عند مثنى وثلاثٍ ورباعٍ دون الانتباهِ لشرطِ إباحةِ المثنى والثلاثِ والرباعِ، كيف أضاعَ حقوقًا وجلبَ مظالم وشرَّدَ أطفالًا وهدَمَ بيوتًا كانت عامرةً؟ وقد كان غيابُ العدلِ هو العاملَ المشتركَ في كل هذه المآسِي.