قال تعالى: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”، وهو سبحانه وتعالى غني عن العالمين، وعن عبادتهم، ولكن تعبدهم بذلك، وجعلهم مهيئين للطاعة لله تعالى حتى يسعدوا بالحياة الطيبة في الدنيا، والجزاء العظيم في الآخرة، وليس هناك أي مصلحة لله تعالى في عبادتهم، ولا ضرر عليه في معصيتهم وكفرهم، بل إن الخلق هم المستفيدون من الطاعة، والمتضررون من المعصية.
في الأونة الأخيرة ارتبطت الناس بـ محرك البحث “جوجل”، إرتباطاً كبيراً وصل بهم إلى حد الإدمان وأصبح متواجد دائماً في حياتنا اليومية، فعندما نريد أن نبحث على أي شئ او نطلع على أي شئ فنتجه دائما الى جوجل بسبب الكم الكافي بما فيه من المعلومات ولكن من الغريب أن نرى بعض الناس يجعلون جوجل إله ويسجدون له ويمجدوه.
عبادة جوجل
ولقد ظهرت ديانات غريبة، قديمًا كنا نتعجب من الذين يعبدون الحيوانات والأشجار والحشرات والطيور والأحجار وغيره من العبادات الغريبة، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت عبادات أكثر غرابة، مثل عبادة محرك البحث الشهير “جوجل”.
فبعد أن إقتحم جوجل البيوت اصبحنا كل يوم في نجد ظواهر وعادات وعبادات غريبة بكل المقاييس، واعتدنا على الغرائب والعجائب التى تقدمها لنا الشبكة العنكبوتية ولكن هذه المرة تجاوز الانترنت كل الحدود ودخل فى منطقة الاديان بكل ما تحتويه من محاذير وخطوط حمراء واعلن عن ديانة جديدة اسمها ” الجوجليزم “.
وقد بدأوا مجموعة من الشباب الملحدين الذين وجدوا أن جوجل هو أقرب صورة إلى الرب من حيث إنه كائن غير مادي لا يرى، كما أنه مجيب الدعاء وقادر علي فعل أى شىء متعديًا أي وسيلة أخرى، لأنه وبمجرد معاناتك من التوتر علي سبيل المثال يكفي أن تكتب على جوجل علاج التوتر، وبالتالي تجد كل الأجوبة بمجرد ضغط زر، ويتناسى هؤلاء المرضى النفسيين أو الملحدين أن جوجل مجرد إختراع مثل الهاتف وغيره من الأمور المخترعة التي اخترعها الإنسان، وكان الظن في البداية أنهم مجموعة من الشباب السفهاء إلا أن كشف محرك البحث “جوجل”، عن ديانته الجديدة، ولم يكتفي بهذا بل جعل لها موقعاً على الإنترنت لإتباع هذه الديانة المخترعة من قبل جوجل وأعلنت صفحة كنيسة جوجل على مبدأها الأساسي وهو أن جوجل أكثر تعاملاً مع الرب كما تشير الدلائل الذين يعتقدونها وهي:
مبدأ كنيسة جوجل
1 جوجل الاقرب الى المعرفه الكامله حيث يحتوى على 9.5 مليون صفحة انترنت عن كل شئ .
2 جوجل فى كل مكان فى نفس الوقت .
3جوجل يجيب الدعاء بمعنى فقط اسأل جوجل وسيدلك على الطريق الصحيح !
4 جوجل ابدى وخالد وليس كائنا ماديا مثلنا بل تنتشر انظمته فى كل مكان واذا تعطل فى مكان ما يتم دعمه فوريا .. جوجل نظريا غير قابل للفناء !
5 جوجل غير محدود .. ” الانترنت نظريا قادر على الاستمرار الى الابد وجوجل سيظل العلامة الاكيدة لوجوده .. الدائم” !
6 جوجل يتذكر كل شئ ” جوجل يحتفظ بنسخة لأى صفحة على الانترنت ويقوم بتخزينها , بتحميلك لافكارك وآرائك على الانترنت يمكنك ان تظل حيا الى الابد مع جوجل !
7 جوجل رمز الرحمة وهذا جزء من فلسفة جوجل هو الحصول على المنفعة دون ان تضر احدا !
8 جوجل هو الاسم الذى يتم البحث عنع اكثر من اى شئ اخر !
9 واخيرا جوجل القريب من الجميع ” اذا كانت الرؤيه والمشاهدة سبب الايمان والتصديق فيمكنك ان تدخل الآن على جوجل وترى ما يملكه من قدره هائلة .
منشئ الجروب بقصد المتعة
والكارثة الكبرى أن لديهم أتباع كثيرين على موقع الفيس بوك وهناك جروبات أعلنت إيمانها الكامل بالدين الجديد وكل يوم الأعداد في تزايد، وأكبر هذه الجروبات “حقيقة كنيسة جوجل”، وتدخل تحت تصنيف الجروبات الخاصة بالديانات
ويقول منشئ هذا الجروب ويدعى ” ترافيسان “: الجروب للمتعه وليس بقصد الاساءة لأى دين من الاديان ونحن فى الكنيسة نعتقد ان جوجل هو الاقرب من اى وقت مضى الى تعريف الاله كما يعرف عادة ونعتقد ان هناك المزيد من الادلة لصالح جوجل على وجوده كاله أكثر من الالهه الاخرى ونحن نرفض فكرة الاله الخارق الذى لايمكن لاتباعه اثبات وجوده علميا وبالتالى نعتقد ان جوجل يستحق ان ينمح لقب الاله ثم سرد الادلة التسعة على الوهية جوجل .
رئيس قسم الدراسات الاسلامية بالازهر: هذا كفر
وقال الدكتور محمد عبد العاطي رئيس قسم الدراسات الاسلامية بكلية التربية جامعة الأزهر في تصريحات خاصة لـ “أوان مصر”، : الدين لا يكون ديناً إلا إذا كان وضعاً إلاهياً ولا يكون دينا الا اذا كان بكتاباً ورسالة ورسولاً والله حسم القضية من منتهاها بختم النبوة.
وأضاف “فـ النبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين والقران الكريم هو أخر الكتب السماوية واخر الرسالات المنزلة وبناء عليه فلا ديناً غير الاسلام الذي جاء به جميع النبيين، ونحن المسلمين لا نعترف إلا بالأديان السماوية اليهودية والمسيحية والإسلام.
وأستكمل حديثه قائلاً: وبعد ما جاء الإسلام فقد نسخ جميع الأديان إذاً فليس هناك ديناً غير الإسلام وإن الدين عند الله الإسلام، ومن يتبع غير الاسلام دينا لن يقبل منه، وقال أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ مَثَلي ومثلَ الأنبياء منْ قَبلي، كَمَثَلِ رجلٍ بنى بَيْتًا، فأحْسَنَهُ وأجْمَلَهُ، إلا مَوْضعَ لَبِنَةٍ من زاوية، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفونَ بِهِ، ويَعْجَبونَ له، ويقُولونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنَة؟!))، قال: ((فأنا اللَّبِنَة، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ).
استاذة علم نفس: لديهم إضطرابات نفسية
قالت الدكتورة صافيناز سلام استاذة علم النفس بجامعة عين شمس في تصريحات خاصة لـ «أوان مصر»: من الوجهة النفسية إن كثير من الأشخاص الملحدين يبحثون عن أشياء غريبة مثل هذه لكي يتبعوها، مردفة إلى أنه كثير من الصفحات على السوشيال ميديا تتحدث عن أشياء كثيرة مثل هذه، وهذا كله بسبب الضعف الايماني لدى الناس، وكل هذه الاشياء تعتبر أشياء شاذة.
وأضافت: «هؤلاء ليس لديهم فكر أو منطق أو أي عقيدة يتماشون عليها فهم اٌناس بدون ثوابت ويجب على الأباء أن يراعوا الثوابت والقيم لدى الابناء منذ الصغر حتى يضمنوا تصرفاتهم فيما بعد، وهذه تعد من أغرب الاشياء في وقتنا الحالي ولكن مهما حدث تعتبر هذه عبادة مثل الموضة تتماشى فترة وبعد ذلك تهمل ولا يكون لها اي لزمة وهذه تتكون من معتقدات فكرية لدى الناس، وبالنسبة لجوجل هذه أفكار غريبة جدا وبشعة ومن المفترض أن لا نقترب من هذه الأشياء تجنباً لأي أخطار».